الإمام علي عليه السلام :
باب ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
باب ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
في أصناف آيات القرآن و أنواعها و تفسير بعض آياتها برواية النعماني و هي رسالة مفردة مدونة كثيرة الفوائد نذكرها من فاتحتها إلى خاتمتها... و مثل ذلك الظهار في كتاب الله تعالى فإن العرب كانت إذا ظاهر رجل منهم امرأته حرمت عليه إلى آخر الأبد فلما هاجر رسول الله ص كان بالمدينة رجل من الأنصار يقال له أوس بن الصامت و كان أول رجل ظاهر في الإسلام و كان كبير السن به ضعف فجرى بينه و بين أهله كلام و كانت امرأته يسمى خولة بنت ثعلبة الأنصاري فقال لها أوس أنت علي كظهر أمي ثم إنه ندم على ما كان منه و قال ويحك إنا كنا في الجاهلية نحرم علينا الأزواج في مثل هذا من قبل الإسلام فلو أتيت رسول الله ص تسأله عن ذلك فجاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله فقالت يا رسول الله زوجي ظاهر مني و هو أبو أولادي و ابن عمي قد كان هذا الظهار في الجاهلية يحرم الزوجات على الأزواج أبدا فقال لها ما أظنك إلا أن حرمت عليه إلى آخر الأبد فجزعت جزعا شديدا و بكت ثم قامت فرفعت يديها إلى السماء و قالت إلى الله أشكو فراق زوجي فرحمها أهل البيت و بكوا لبكائها
فأنزل الله على نبيه
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
إلى قوله
وَ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْن
...
فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً
فقال لها رسول الله ص قولي لأوس بن الصامت زوجك يعتق نسمة فقالت يا رسول الله و أنى له نسمة لا و الله ما له خادم غيري قال فيصوم شهرين متتابعين قالت إنه شيخ كبير لا يقدر على الصيام قال فمريه أن يتصدق على ستين مسكينا قالت و أنى له الصدقة فو الله ما بين لابتيها أحوج منا قال فقولي فليمض إلى أم المنذر فليأخذ منها شطر وسق تمر فليتصدق على ستين مسكينا قال فعادت إلى أوس فقال لها ما وراك قال خير و أنت ذميم إن رسول الله ص يأمرك أن تمضي إلى أم المنذر فتأخذ منها وسق تمر فلتصدق به على ستين مسكينا...