الإمام الصادق عليه السلام :
العيون، و تفسير الإمام، بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عن الصادق جعفر بن محمد ع
العيون، و تفسير الإمام، بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عن الصادق جعفر بن محمد ع
في قول الله عز و جل
وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ
قال اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر...
وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ
يتعلمون من هذين الصنفين
ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ
هذا من يتعلم للإضرار بالناس يتعلمون التضريب بضروب الحيل و التمائم و الإيهام أنه قد دفن في موضع كذا و عمل كذا ليحبب المرأة إلى الرجل و الرجل إلى المرأة أو يؤدي إلى الفراق بينهما ثم قال عز و جل
وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
أي ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد إلا بإذن الله يعني بتخلية الله و علمه فإنه لو شاء لمنعهم بالجبر و القهر... قال يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما أنهما
قالا فقلنا للحسن أبي القائم ع فإن قوما عندنا يزعمون أن هاروت و ماروت ملكان اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم و أنزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا و أنهما افتتنا بالزهرة و أرادا الزنا بها و شربا الخمر و قتلا النفس المحترمة و أن الله تبارك و تعالى يعذبهما ببابل و أن السحرة منهما يتعلمون السحر و أن الله مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة فقال الإمام ع معاذ الله من ذلك إن ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر و القبائح بألطاف الله قال الله عز و جل فيهم
لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ
و قال عز و جل
وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ
يعني من الملائكة
لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ
و قال عز و جل في الملائكة أيضا
بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِه ِمُشْفِقُونَ
ثم قال ع لو كان كما يقولون كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاء على الأرض و كانوا كالأنبياء في الدنيا أو كالأئمة فيكون من الأنبياء و الأئمة ع قتل النفس و الزنا ثم قال ع أ و لست تعلم أن الله عز و جل لم يخل الدنيا قط من نبي أو إمام من البشر أ و ليس الله عز و جل يقول
وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ يعني إلى الخلق إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى
فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة و حكاما و إنما أرسلوا إلى أنبياء الله قالا قلنا له فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا فقال لا بل كان من الجن أ ما تسمعان الله عز و جل يقول
وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ
فأخبر عز و جل أنه كان من الجن و هو الذي قال الله عز و جل
وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ