الإمام الصادق عليه السلام :
أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل و علي بن عبد الله الحسني عن أبي شعيب و محمد بن نصير عن عمرو بن الفرات عن محمد بن المفضل عن المفضل بن
أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل و علي بن عبد الله الحسني عن أبي شعيب و محمد بن نصير عن عمرو بن الفرات عن محمد بن المفضل عن المفضل بن عمر قال
سألت سيدي الصادق ع... قال المفضل يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت قال في لعنة الله و سخطه تخربها الفتن و تتركها جماء... و الله ليبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال إنها هي الدنيا و إن دورها و قصورها هي الجنة و إن بناتها هن الحور العين و إن ولدانها هم الولدان و ليظنن أن الله لم يقسم رزق العباد إلا بها و ليظهرن فيها من الأمراء على الله و على رسوله ص و الحكم بغير كتابه و من شهادات الزور و شرب الخمور و إتيان الفجور و أكل السحت و سفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلها إلا دونه ثم ليخربها الله بتلك الفتن و تلك الرايات حتى ليمر عليها المار فيقول هاهنا كانت الزوراء...
ثم لكأني أنظر يا مفضل إلينا معاشر الأئمة بين يدي رسول الله ص نشكو إليه ما نزل بنا من الأمة بعده و ما نالنا من التكذيب و الرد علينا و سبينا و لعننا و تخويفنا بالقتل و قصد طواغيتهم الولاة لأمورهم من دون الأمة بترحيلنا عن الحرمة إلى دار ملكهم و قتلهم إيانا بالسم و الحبس فيبكي رسول الله ص و يقول يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم ثم تبتدئ فاطمة ع و تشكو ما نالها من أبي بكر و عمر و أخذ فدك منها و مشيها إليه في مجمع من المهاجرين و الأنصار و خطابها له في أمر فدك و ما رد عليها من قوله إن الأنبياء لا تورث و احتجاجها بقول زكريا و يحيى ع و قصة داود و سليمان ع و قول عمر هاتي صحيفتك التي ذكرت أن أباك كتبها لك و إخراجها الصحيفة و أخذه إياها منها و نشره لها على رءوس الأشهاد من قريش و المهاجرين و الأنصار و سائر العرب و تفله فيها و تمزيقه إياها و بكائها و رجوعها إلى قبر أبيها رسول الله ص باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها و استغاثتها بالله و بأبيها رسول الله ص و تمثلها بقول رقيقة بنت صيفي:
قد كان بعدك أنباء و هنبثة لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها و اختل أهلك فاشهدهم فقد لعبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورهم لما نأيت و حالت دونك الحجب لكل قوم لهم قرب و منزلة عند الإله على الأدنين مقترب يا ليت قبلك كان الموت حل بنا أملوا أناس ففازوا بالذي طلبوا
و تقص عليه قصة أبي بكر و إنفاذه خالد بن الوليد و قنفذا و عمر بن الخطاب و جمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين ع من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة و اشتغال أمير المؤمنين ع بعد وفاة رسول الله ص بضم أزواجه و قبره و تعزيتهم و جمع القرآن و قضاء دينه و إنجاز عداته و هي ثمانون ألف درهم باع فيها تليده و طارفه و قضاها عن رسول الله ص و قول عمر اخرج يا علي إلى ما أجمع عليه المسلمون و إلا قتلناك و قول فضة جارية فاطمة إن أمير المؤمنين ع مشغول و الحق له إن أنصفتم من أنفسكم و أنصفتموه و جمعهم الجزل و الحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و زينب و أم كلثوم و فضة و إضرامهم النار على الباب و خروج فاطمة إليهم و خطابها لهم من وراء الباب و قولها ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله و على رسوله تريد أن تقطع نسله من الدنيا و تفنيه و تطفى نور الله
وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
و انتهاره لها و قوله كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا و لا الملائكة آتية بالأمر و النهي و الزجر من عند الله و ما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا
فقالت و هي باكية اللهم إليك نشكو فقد نبيك و رسولك و صفيك و ارتداد أمته علينا و منعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل فقال لها عمر دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة و الخلافة و أخذت النار في خشب الباب و إدخال قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب و ضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج الأسود و ركل الباب برجله حتى أصاب بطنها و هي حاملة بالمحسن لستة أشهر و إسقاطها إياه و هجوم عمر و قنفذ و خالد بن الوليد و صفقه خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها و هي تجهر بالبكاء و تقول وا أبتاه وا رسول الله ابنتك فاطمة تكذب و تضرب و يقتل جنين في بطنها و خروج أمير المؤمنين ع من داخل الدار محمر العين حاسرا حتى ألقى ملاءته عليها و ضمها إلى صدره و قوله لها يا بنت رسول الله قد علمتي أن أباك بعثه الله رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فالله الله أن تكشفي خمارك و ترفعي ناصيتك فو الله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى الله على الأرض من يشهد أن محمدا رسول الله و لا موسى و لا عيسى و لا إبراهيم و لا نوح و لا آدم و لا دابة تمشي على الأرض و لا طائرا في السماء إلا أهلكه الله
ثم قال يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا و ما بعده و ما يليه اخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الأمة فخرج عمر و خالد بن الوليد و قنفذ و عبد الرحمن بن أبي بكر فصاروا من خارج الدار و صاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة و رد الباب فأسقطت محسنا فقال أمير المؤمنين ع فإنه لاحق بجده رسول الله ص فيشكو إليه و حمل أمير المؤمنين لها في سواد الليل و الحسن و الحسين و زينب و أم كلثوم إلى دور المهاجرين و الأنصار يذكرهم بالله و رسوله و عهده الذي بايعوا الله و رسوله...