الإمام العسكري عليه السلام :
ك، [إكمال الدين] محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي عن أحمد بن عيسى الوشاء عن أحمد بن طاهر القمي عن محمد بن بحر بن سهل الشيباني عن أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القم
ك، [إكمال الدين] محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي عن أحمد بن عيسى الوشاء عن أحمد بن طاهر القمي عن محمد بن بحر بن سهل الشيباني عن أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمي قال
... فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلي مولانا أبو محمد ع فقال ما جاء بك يا سعد فقلت شوقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا قال فالمسائل التي أردت أن تسأل عنها قلت على حالها يا مولاي قال فسل قرة عيني و أومأ إلى الغلام عما بدا لك منها فقلت له مولانا و ابن مولانا إنا روينا عنكم أن رسول الله ص جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين ع حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة إنك قد أرهجت على الإسلام و أهله بفتنتك و أوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك فإن كففت عني غربك و إلا طلقتك و نساء رسول الله ص قد كان طلقهن وفاته قال ما الطلاق قلت تخلية السبيل قال و إذا كان وفاة رسول الله ص قد خلا لهن السبيل فلم لا يحل لهن الأزواج قلت لأن الله تبارك و تعالى حرم الأزواج عليهن قال و كيف و قد خلى الموت سبيلهن قلت فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله ص حكمه إلى أمير المؤمنين
قال إن الله تبارك و تعالى عظم شأن نساء النبي ص فخصهن بشرف الأمهات فقال رسول الله ص يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج و أسقطها من شرف أمومة المؤمنين قلت فأخبرني عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة بها في أيام عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته قال الفاحشة المبينة هي السحق دون الزنى فإن المرأة إذا زنت و أقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزويج بها لأجل الحد و إذا سحقت وجب عليها الرجم و الرجم خزي و من قد أمر الله عز و جل برجمه فقد أخزاه و من أخزاه فقد أبعده و من أبعده فليس لأحد أن يقربه قلت فأخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله تبارك و تعالى لنبيه موسى ع
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً
فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة فقال ع من قال ذلك فقد افترى على موسى و استجهله في نبوته لأنه ما خلا الأمر فيها من خطبين
إما أن تكون صلاة موسى فيها جائزة أو غير جائزة فإن كانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلك البقعة إذ لم تكن مقدسة و إن كانت مقدسة مطهرة فليس بأقدس و أطهر من الصلاة و إن كانت صلاته غير جائزة فيهما فقد أوجب على موسى ع أنه لم يعرف الحلال من الحرام و علم ما جاز فيه الصلاة و ما لم تجز و هذا كفر قلت فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما قال إن موسى ع ناجى ربه بالواد المقدس فقال يا رب إني قد أخلصت لك المحبة مني و غسلت قلبي عمن سواك و كان شديد الحب لأهله فقال الله تبارك و تعالى
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ
أي انزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة و قلبك من الميل إلى من سواي مغسولا قلت فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل كهيعص قال هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عليها عبده زكريا ع ثم قصها على محمد ص و ذلك أن زكريا ع سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل ع فعلمه إياها فكان زكريا إذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن سري عنه همه و انجلى كربه و إذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة
فقال ذات يوم إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي و إذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي فأنبأه الله تبارك و تعالى عن قصته و قال كهيعص فالكاف اسم كربلاء و الهاء هلاك العترة و الياء يزيد و هو ظالم الحسين و العين عطشه و الصاد صبره فلما سمع ذلك زكريا ع لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع فيها الناس من الدخول عليه و أقبل على البكاء و النحيب و كانت ندبته إلهي أ تفجع خير خلقك بولده أ تنزل بلوى هذه الرزية بفنائه إلهي أ تلبس عليا و فاطمة ثياب هذه المصيبة إلهي أ تحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما ثم كان يقول إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر و اجعله وارثا وصيا و اجعل محله محل الحسين فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده فرزقه الله يحيى ع و فجعه به و كان حمل يحيى ستة أشهر و حمل الحسين ع كذلك و له قصة طويلة...