الإمام الرضا عليه السلام :
يج، [الخرائج و الجرائح] روي عن محمد بن الفضل الهاشمي قال
يج، [الخرائج و الجرائح] روي عن محمد بن الفضل الهاشمي قال
لما توفي موسى بن جعفر ع أتيت المدينة فدخلت على الرضا ع فسلمت عليه بالأمر... ثم إن الرضا التفت إلى الجاثليق فقال هل دل الإنجيل على نبوة محمد ص... سألتك يا جاثليق بحق عيسى روح الله و كلمته هل تجدون هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبي فأطرق الجاثليق مليا و علم أنه إن جحد الإنجيل كفر فقال نعم هذه الصفة من الإنجيل و قد ذكر عيسى في الإنجيل هذا النبي و لم يصح عند النصارى أنه صاحبكم فقال الرضا ع أما إذا لم تكفر بجحود الإنجيل و أقررت بما فيه من صفة محمد فخذ علي في السفر الثاني فإني أوجدك ذكره و ذكر وصيه و ذكر ابنته فاطمة و ذكر الحسن و الحسين فلما سمع الجاثليق و رأس الجالوت ذلك علما أن الرضا ع عالم بالتوراة و الإنجيل فقالا و الله قد أتى بما لا يمكننا رده و لا دفعه إلا بجحود التوراة و الإنجيل و الزبور و لقد بشر به موسى و عيسى جميعا و لكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنه محمد هذا فأما اسمه فمحمد فلا يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته و نحن شاكون أنه محمدكم أو غيره فقال الرضا ع احتججتم بالشك
فهل بعث الله قبل أو بعد من ولد آدم إلى يومنا هذا نبيا اسمه محمد أو تجدونه في شيء من الكتب الذي أنزلها الله على جميع الأنبياء غير محمد فأحجموا عن جوابه و قالوا لا يجوز لنا أن نقر لك بأن محمدا هو محمدكم لأنا إن أقررنا لك بمحمد و وصيه و ابنته و ابنيها على ما ذكرتم أدخلتمونا في الإسلام كرهافقال الرضا ع أنت يا جاثليق آمن في ذمة الله و ذمة رسوله إنه لا يبدؤك منا شيء تكره مما تخافه و تحذره قال أما إذ قد آمنتني فإن هذا النبي الذي اسمه محمد و هذا الوصي الذي اسمه علي و هذه البنت التي اسمها فاطمة و هذان السبطان اللذان اسمهما الحسن و الحسين في التوراة و الإنجيل و الزبور قال الرضا ع فهذا الذي ذكرته في التوراة و الإنجيل و الزبور من اسم هذا النبي و هذا الوصي و هذه البنت و هذين السبطين صدق و عدل أم كذب و زور قال بل صدق و عدل ما قال إلا الحق فلما أخذ الرضا ع إقرار الجاثليق بذلك قال لرأس الجالوت فاسمع الآن يا رأس الجالوت السفر الفلاني من زبور داود قال هات بارك الله عليك و على من ولدك فتلا الرضا ع السفر الأول من الزبور حتى انتهى إلى ذكر محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين
فقال سألتك يا رأس الجالوت بحق الله هذا في زبور داود و لك من الأمان و الذمة و العهد ما قد أعطيته الجاثليق فقال رأس الجالوت نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم قال الرضا ع بحق العشر الآيات التي أنزلها الله على موسى بن عمران في التوراة هل تجد صفة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين في التوراة منسوبين إلى العدل و الفضل قال نعم و من جحدها كافر بربه و أنبيائه قال له الرضا ع فخذ الآن في سفر كذا من التوراة فأقبل الرضا ع يتلو التوراة و رأس الجالوت يتعجب من تلاوته و بيانه و فصاحته و لسانه حتى إذا بلغ ذكر محمد قال رأس الجالوت نعم هذا أحماد و إليا و بنت أحماد و شبر و شبير و تفسيره بالعربية محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين فتلا الرضا ع إلى تمامه... فلما كان من الغد عاد إلى مجلسه ذلك فأتوه بجارية رومية فكلمها بالرومية و الجاثليق يسمع و كان فهما بالرومية فقال الرضا ع بالرومية أيما أحب إليك محمد أم عيسى فقالت كان فيما مضى عيسى أحب إلي حين لم أكن عرفت محمدا فأما بعد أن عرفت محمدا فمحمد الآن أحب إلي من عيسى و من كل نبي فقال لها الجاثليق فإذا كنت دخلت في دين محمد فتبغضين عيسى
قالت معاذ الله بل أحب عيسى و أؤمن به و لكن محمدا أحب إلي فقال الرضا ع للجاثليق فسر للجماعة ما تكلمت به الجارية و ما قلت أنت لها و ما أجابتك به ففسر لهم الجاثليق ذلك كله