غيرالمعصوم :
فس، [تفسير القمي]
فس، [تفسير القمي]
كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ
و كان سبب ذلك أن عيرا لقريش خرجت إلى الشام فيها خزائنهم فأمر النبي ص أصحابه بالخروج ليأخذوها فأخبرهم أن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين إما العير أو قريش إن أظفر بهم فخرج في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فلما قارب بدرا كان أبو سفيان في العير فلما بلغه أن رسول الله ص قد خرج يتعرض العير خاف خوفا شديدا و مضى إلى الشام فلما وافى النقرة اكترى ضمضم بن عمرو الخزاعي بعشرة دنانير و أعطاه قلوصا و قال له امض إلى قريش و أخبرهم أن محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فأدركوا العير و أوصاه أن يخرم ناقته و يقطع أذنها حتى يسيل الدم و يشق ثوبه من قبل و دبر فإذا دخل مكة ولى وجهه إلى ذنب البعير و صاح بأعلى صوته و قال يا آل غالب يا آل غالب اللطيمة اللطيمة العير العير أدركوا أدركوا
و ما أراكم تدركون فإن محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركمفخرج ضمضم يبادر إلى مكة و رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم في منامها بثلاثة أيام كان راكبا قد دخل مكة ينادي يا آل غدر يا آل غدر اغدوا إلى مصارعكم صبح ثالثة ثم وافى بجمله على أبي قبيس فأخذ حجرا فدهده من الجبل فما ترك دارا من دور قريش إلا أصابه منه فلذة و كان وادي مكة قد سال من أسفله دما فانتبهت ذعرة فأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعة فقال عتبة هذه مصيبة تحدث في قريش و فشت الرؤيا في قريش و بلغ ذلك أبا جهل فقال ما رأت عاتكة هذه الرؤيا و هذه نبية ثانية في بني عبد المطلب و اللات و العزى لننتظرن ثلاثة أيام فإن كان ما رأت حقا فهو كما رأت و إن كان غير ذلك لنكتبن بيننا كتابا أنه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالا و لا نساء من بني هاشم فلما مضى يوم قال أبو جهل هذا يوم قد مضى فلما كان اليوم الثاني قال أبو جهل هذا يومان قد مضيا فلما كان اليوم الثالث وافى ضمضم ينادي في الوادي يا آل غالب يا آل غالب اللطيمة اللطيمة العير العير أدركوا و ما أراكم تدركون
فإن محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم التي فيها خزائنكم فتصايح الناس بمكة و تهيئوا للخروج...فقال النضر يا محمد أسألك بالرحم بيني و بينك إلا أجريتني كرجل من قريش إن قتلتهم قتلتني و إن فاديتهم فاديتني و إن أطلقتهم أطلقتني فقال رسول الله ص لا رحم بيني و بينك قطع الله الرحم بالإسلام...