الإمام العسكري عليه السلام :
م، [تفسير الإمام عليه السلام] بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع أنه قال
م، [تفسير الإمام عليه السلام] بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع أنه قال
قيل لأمير المؤمنين ع هل لمحمد ص آية مثل آية موسى ع في رفعه الجبل فوق رءوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به فقال أمير المؤمنين ع إي و الذي بعثه بالحق نبيا ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم ع إلى أن انتهى إلى محمد ص إلا و قد كان لمحمد ص مثلها أو أفضل منها ... فجاء جبرئيل ع فقال يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام و يقول إني سأظهر لهم هذه الآيات و إنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم و لكني أريهم زيادة في الإعذار و الإيضاح لحججك فقل لهؤلاء المقترحين لآية نوح ع امضوا إلى جبل أبي قبيس فإذا بلغتم سفحه فسترون آية نوح ع فإذا غشيكم الهلاك فاعتصموا بهذا و بطفلين يكونان بين يديه و قل للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيمع امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة فسترون آية إبراهيم ع في النار فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة و ترد عنكم النار....
فجاءت الفرقة الثانية يبكون و يقولون نشهد أنك رسول رب العالمين و سيد الخلق أجمعين مضينا إلى صحراء ملساء و نحن نتذاكر بيننا قولك فنظرنا السماء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها و رأينا الأرض قد تصدعت و لهب النيران يخرج منها فما زالت كذلك حتى طبقت الأرض و ملأتها و مسنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشيشا من شدة حرها و أيقنا بالاشتواء و الاحتراق بتلك النيران فبينما نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا و إذا مناد من السماء ينادينا إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب هذا الخمار فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار فرفعنا في الهواء و نحن نشق جمر النيران و لهبها لا يمسنا شررها و لا يؤذينا حرها و لا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها و لا تنقطع الأهداب في أيدينا على دقتها فما زالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيرانثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالما معافا ثم خرجنا فالتقينا فجئناك عالمين بأنه لا محيص عن دينك و لا معدل عنك و أنت أفضل من لجى إليه و اعتمد بعد الله إليه صادق في أقوالك حكيم في أفعالك
فقال رسول الله ص لأبي جهل هذه الفرقة الثانية قد أراهم الله آية إبراهيم ع قال أبو جهل حتى أنظر الفرقة الثالثة و أسمع مقالتها قال رسول الله ص لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أ تدرون من هي قالوا لا قال تلك تكون ابنتي فاطمة و هي سيدة النساء إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين و الآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على صراط فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة على الصراط لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد و علي و الحسن و الحسين و الطاهرون من أولادهم فإنهم محارمها فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدودا على الصراط طرف منه بيدها و هي في الجنة و طرف في عرصات القيامة فينادي منادي ربنا يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام و ألف فئام قالوا و كم فئام واحد يا رسول الله قال ألف ألف و ينجون بها من النار ... فقال رسول الله ص لأبي جهل هذه الفرقة الثالثة قد جاءتك و أخبرتك بما شاهدت
فقال أبو جهل لا أدري أ صدق هؤلاء أم كذبوا أم حقق لهم أم خيل إليهم فإن رأيت ما أنا أقترحه عليك من نحو آيات عيسى ابن مريم ع فقد لزمني الإيمان بك و إلا فليس يلزمني تصديق هؤلاء فقال رسول الله ص يا أبا جهل فإن كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم و شدة تحصيلهم فكيف تصدق بمآثر آبائك و أجدادك و مساوي أسلاف أعدائك ...