الإمام الصادق عليه السلام :
ج، [الإحتجاج] من سؤال الزنديق الذي سأل أبا عبد الله ع عن مسائل كثيرة
ج، [الإحتجاج] من سؤال الزنديق الذي سأل أبا عبد الله ع عن مسائل كثيرة
أن قال ... فما بال ولد آدم فيهم شريف و وضيع قال الشريف المطيع و الوضيع العاصي قال أ ليس فيهم فاضل و مفضول قال إنما يتفاضلون بالتقوى قال فتقول إن ولد آدم كلهم سواء في الأصل لا يتفاعلون إلا بالتقوى قال نعم إني وجدت أصل الخلق التراب و الأب آدم و الأم حواء خلقهم إله واحد و هم عبيده إن الله عز و جل اختار من ولد آدم أناسا طهر ميلادهم و طيب أبدانهم و حفظهم في أصلاب الرجال و أرحام النساء أخرج منهم الأنبياء و الرسل فهم أزكى فروع آدم فعل ذلك لا لأمر استحقوه من الله عز و جل و لكن علم الله منهم حين ذرأهم أنهم يطيعونه و يعبدونه و لا يشركون به شيئا فهؤلاء بالطاعة نالوا من الله الكرامة و المنزلة الرفيعة عنده و هؤلاء الذين لهم الشرف و الفضل و الحسب و سائر الناس سواء ألا من اتقى الله أكرمه و من أطاعه أحبه و من أحبه لم يعذبه بالنار ... قال فأخبرني هل يعاب شيء من خلق الله و تدبيره قال لا قال فإن الله خلق خلقه غرلا أ ذلك منه حكمة أم عبث
قال بل حكمة منه قال غيرتم خلق الله و جعلتم فعلكم في قطع القلفة أصوب مما خلق الله لها و عبتم الأقلف و الله خلقه و مدحتم الختان و هو فعلكم أم تقولون إن ذلك من الله كان خطأ غير حكمة قال ع ذلك من الله حكمة و صواب غير أنه سن ذلك و أوجبه على خلقه كما أن المولود إذا خرج من بطن أمه وجدنا سرته متصلة بسرة أمه كذلك خلقها الحكيم فأمر العباد بقطعها و في تركها فساد بين للمولود و الأم و كذلك أظفار الإنسان أمر إذا طالت أن تقلم و كان قادرا يوم دبر خلقة الإنسان أن يخلقها خلقة لا تطول و كذلك الشعر من الشارب و الرأس يطول فيجز و كذلك الثيران خلقها فحولة و إخصاؤها أوفق و ليس في ذلك عيب في تقدير الله تعالى ... قال فأخبرني عمن قال بتناسخ الأرواح من أي شيء قالوا ذلك و بأي حجة قاموا على مذاهبهم قال إن أصحاب التناسخ قد خلفوا وراءهم منهاج الدين و زينوا لأنفسهم الضلالات و أمرجوا أنفسهم في الشهوات ... و كل شيء من شهوات الدنيا مباح لهم من فروج النساء و غير ذلك من نكاح الأخوات و البنات و الخالات و ذوات البعولة و كذلك الميتة و الخمر و الدم فاستقبح مقالتهم كل الفرق و لعنهم كل الأمم ...
قال فأخبرني عن المجوس كانوا أقرب إلى الصواب في دهرهم أم العرب قال العرب في الجاهلية كانت أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس و ذلك أن المجوس كفرت بكل الأنبياء و جحدت كتبها و أنكرت براهينها و لم تأخذ بشيء من سننها و آثارها و أن كيخسرو ملك المجوس في الدهر الأول قتل ثلاثمائة نبي و كانت المجوس لا تغتسل من الجنابة و العرب كانت تغتسل و الاغتسال من خالص شرائع الحنيفية و كانت المجوس لا تختتن و هو من سنن الأنبياء و إن أول من فعل ذلك إبراهيم خليل الله و كانت المجوس لا تغتسل موتاهم و لا تكفنها و كانت العرب تفعل ذلك و كانت المجوس ترمي الموتى في الصحاري و النواويس و العرب تواريها في قبورها و تلحد لها و كذلك السنة على الرسل إن أول من حفر له قبر آدم أبو البشر و ألحد له لحد و كانت المجوس تأتي الأمهات و تنكح البنات و الأخوات و حرمت ذلك العرب و أنكرت المجوس بيت الله الحرام و سمته بيت الشيطان و العرب كانت تحجه و تعظمه و يقول بيت ربنا و تقر بالتوراة و الإنجيل و تسأل أهل الكتاب و تأخذ عنهم و كانت العرب في كل الأسباب أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس قال فإنهم احتجوا بإتيان الأخوات أنها سنة من آدم
قال فما حجتهم في إتيان البنات و الأمهات و قد حرم ذلك آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و سائر الأنبياء ع و كل ما جاء عن الله عز و جل قال فلم حرم الله تعالى الخمر و لا لذة أفضل منها قال حرمها لأنها أم الخبائث أو ليس كل شيء يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه و لا يعرف ربه و لا يترك معصية إلا ركبها و لا حرمة إلا انتهكها و لا رحما ماسة إلا قطعها و لا فاحشة إلا أتاها و السكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد و ينقاد حيث ما قاده ... قال فلم حرم الزنا قال لما فيه من الفساد و ذهاب المواريث و انقطاع الأنساب لا تعلم المرأة في الزنا من أحبلها و لا المولود يعلم من أبوه و لا أرحام موصولة و لا قرابة معروفة قال فلم حرم اللواط قال من أجل أنه لو كان إتيان الغلام حلالا لاستغنى الرجال عن النساء و كان فيه قطع النسل و تعطيل الفروج و كان في إجازة ذلك فساد كثير قال فلم حرم إتيان البهيمة قال ع كره أن يضيع الرجل ماءه و يأتي غير شكله و لو أباح ذلك لربط كل رجل أتانا يركب ظهرها و يغشى فرجها فكان يكون في ذلك فساد كثير فأباح ظهورها و حرم عليهم فروجها و خلق للرجال النساء ليأنسوا بهن و يسكنوا إليهن
و يكن موضع شهواتهم و أمهات أولادهم... قال فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء قال لأنها خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة و لا تخالط جسمها آفة و لا يجري في ثقبها شيء و لا يدنسها حيض فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الإحليل مجرى قال فهي تلبس سبعين حلة و يرى زوجها مخ ساقها من وراء حللها و بدنها قال نعم كما يرى أحدكم الدراهم إذا ألقيت في ماء صاف قدره قيد رمح ...