الإمام علي عليه السلام :
ج روي عن سليم بن قيس الهلالي، أنّه قال
ج روي عن سليم بن قيس الهلالي، أنّه قال
رأيت عليّا عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في خلافة عثمان و جماعة يتحدّثون و يتذاكرون العلم، فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من الفضل... فأقبل القوم عليه، فقالوا يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم. فقال ما من الحيّين أحد إلّا و قد ذكر فضلا و قال حقّا، فأنا أسألكم يا معاشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم. قالوا بل أعطانا اللّه و منّ به علينا بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا. قال صدقتم، يا معاشر قريش و الأنصار أ لستم تعلمون أنّ الذي نلتم به من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم فإنّ ابن عمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال إنّي و أهل بيتي كنّا نورا بين يدي اللّه تبارك و تعالى قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلمّا خلق اللّه آدم وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام،
ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثم لم يزل اللّه عزّ و جلّ ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، و من الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء و الأمّهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قطّ... فقال من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، فقام سلمان، فقال يا رسول اللّه(ص) ولاء كما ذا. قال ولاء كولائي، من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه، فأنزل اللّه عزّ و جلّ(
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً
) ، فكبّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و قال اللّه أكبر تمام نبوّتي و تمام دين اللّه ولاية عليّ بعدي، فقام أبو بكر و عمر و قالا يا رسول اللّه(ص) هذه الآيات خاصّة في عليّ. قال بلى، فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا يا رسول اللّه(ص) بيّنهم لنا. قال أخي و وزيري و وصيّي و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي، ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد...
قال سليم ثم قال عليّ عليه السلام أيّها الناس أ تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في كتابه(
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
) فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و حسينا ثم ألقى علينا كساء، و قال اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي و لحمتي يؤلمني ما يؤلمهم، و يجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا. فقالت أمّ سلمة و أنا يا رسول اللّه(ص) . فقال أنت إلى خير، إنّما نزلت فيّ و في أخي عليّ و في ابني و في تسعة من ولد الحسين خاصّة ليس معنا أحد غيرنا، فقالوا كلّهم نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك، فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فحدّثنا كما حدّثتنا به أمّ سلمة... قال فأنشدكم باللّه، أ تعلمون أنّي قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في غزوة تبوك و لم خلّفتني مع النساء و الصبيان. فقال إنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. قالوا اللّهمّ نعم...