الإمام علي عليه السلام :
بحذف الإسناد مرفوعا إلى الباقر ع قال قال محمد بن الحنفية
بحذف الإسناد مرفوعا إلى الباقر ع قال قال محمد بن الحنفية
أتى رأس اليهود إلى أمير المؤمنين عند منصرفه من وقعة النهروان و هو جالس في مسجد الكوفة فقال يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي فقال سل عما بدا لك يا أخا اليهود قال إنا نجد في الكتاب أن الله عز و جل إذا بعث نبيا أوحى إليه أن يخلف في أهل بيته من يقوم مقامه في أمته من بعده و أن يعهد إليهم فيه عهدا يحتذي عليه و يعمل به في أمته من بعده قال نعم ثم قال و أن الله عز و جل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء يمتحنهم بعد وفاتهم فأخبرني كم يمتحن الله الأوصياء في حياتهم من مرة و كم يمتحنهم بعد وفاتهم و إلى ما يصير أمر الأوصياء إذا رضي محنتهمقال علي ع تحلف بالله الذي لا إله إلا هو الذي فلق البحر لموسى و أنزل عليه التوراة لئن أخبرتك بحق عما سألتني عنه لتؤمن به قال نعم قال علي إن الله تعالى يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم فإذا رضي طاعتهم و محنتهم أمر الأنبياء أن تتخذوهم أولياء في حياتهم و أوصياء بعد وفاتهم و يصيروا طاعة الأوصياء في أعناق الأمم موصولة بطاعة الأنبياء
ثم يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء في سبعة مواطن ليبنوا صدرهم فإن رضي محنتهم ختم لهم بالسعادة قال رأس اليهود صدقت يا أمير المؤمنين فأخبرني كم امتحنك الله في حياة محمد ص من مرة و كم امتحنك بعد وفاته من مرة و إلى ما يصير آخر أمرك فأخذ أمير المؤمنين بيده و قال انهض معي لأنبئك بذلك يا أخا اليهود فقام إليه جماعة من أصحابه و قالوا يا أمير المؤمنين نبئنا بذلك معه قال إني أخاف أن لا تحتمله قلوبكم قالوا و لم ذلك يا أمير المؤمنين فقال لأمور بدت لي من كثير منكم فقام إليه الأشتر و قال يا أمير المؤمنين أنبئنا بذلك فو الله إنا لنعلم أنه ليس على ظهر الأرض وصي نبي سواك و إنا لنعلم أن الله عز و جل لا يبعث بعد نبينا نبيا سواه و إن طاعتك في أعناقنا موصولة بطاعة نبينا فجلس علي ع و أقبل على اليهودي فقال يا أخا اليهود إن الله عز و جل امتحنني في حياة نبينا في سبعة مواطن فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال و فيم يا أمير المؤمنين قال أما أولهن...
و أما السادسة يا أخا اليهود فإنا وردنا مع رسول الله ص مدينة أصحابك خيبر على رجال اليهود و فرسانها من قريش و غيرها فتلقونا بأمثال الجبال من الخيل و الرجال و السلاح و هم من أمنع دار و أكثر عدد كل ينادي للبراز و يدعو للقتال فلم يبرز إليهم أحد من أصحابي إلا قتلوه حتى إذا احمر الحدق و دعيت إلى النزال و أهمت كل امرئ نفسه فالتفت بعض أصحابي إلى بعض و كل يقول يا أبا الحسن انهض فأنهضني رسول الله إلى دارهم فلم يبرز إلي أحد منهم إلا قتلته و لا يثب لي فارس إلا طحنته ثم شددت إليهم شدة الليث على فريسته حتى أدخلتهم مدينتهم مسددا عليهم و اقتلعت باب حصنهم بيدي ثم دخلت عليهم مدينتهم وحدي أقتل من يظهر فيها من رجالها و أسبي من أجد من نسائها حتى افتتحتها وحدي و لم يكن لي فيها معاون إلا الله وحده ثم التفت إلى أصحابه فقال أ ليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين...