النبي صلي الله عليه و آله وسلم :
قال عبد الله بن سلمة
قال عبد الله بن سلمة
... و لما قدم رسول الله من سفره ذلك نزل بمنزل أم سلمة رض زوجته فأقام به شهرا لا ينزل منزلا سواه من منازل أزواجه كما كان يفعل قبل ذلك فشكت عائشة و حفصة ذلك إلى أبويهما فقالا لهما إنا لنعلم لم صنع ذلك و لأي شيء هو امضيا إليه فلاطفاه و خادعاه عن نفسه فإنكما تجدانه حييا كريما فلعلكما تصلان ما في قلبه و تستخرجان سخيمته قال فمضت عائشة وحدها إليه فأصابته في منزل أم سلمة و عنده علي بن أبي طالب ع فقال لها النبي ص ما جاء بك يا حميراء قالت يا رسول الله أنكرت تخلفك من منزلك هذه المدة و أنا أعوذ بالله من سخطك يا رسول الله فقال لو كان الأمر كما تقولين لما أظهرت بسر وصيتك بكماله لقد ملكت و أهلت أمة من الناس ثم أمر خادمة لأم سلمة فقال اجمعي لي هؤلاء يعني نساءه فجمعتهن له في منزل أم سلمة فقال لهن اسمعن ما أقول لكن و أشار بيده إلى علي بن أبي طالب ع فقال لهن هذا أخي و وصيي و وارثي و القائم فيكن و في الأمة من بعدي فأطعنه فيما يأمركن به و لا تعصينه فتهلكن لمعصيته ثم قال يا علي أوصيك بهن فأمسكن ما أطعن الله و أطعنك و أنفق عليهن من مالك و أمرهن بأمرك و انههن عما يريبك و خل سبيلهن إن عصينك
فقال علي ع يا رسول الله إنهن نساء و فيهن الوهن و ضعف الرأي فقال ارفق بهن ما كان الرفق أمثل فمن عصاك منهن فطلقها طلاقا يبرأ الله و رسوله منها قال كل نساء النبي قد صمتن فما يقلن شيئا فتكلمت عائشة فقالت يا رسول الله ما كنا لتأمرنا بشيء فنخالفه إلى ما سواه فقال لها بلى قد خالفت أمري أشد خلاف و ايم الله لتخالفين قولي هذا و لتعصينه بعدي و لتخرجين من البيت الذي أخلفك فيه متبرجة فيه قد حف بك فئات من الناس فتخالفينه ظالمة له عاصية لربك و لتنبحنك في طريقك كلاب الحوأب ألا إن ذلك كائن ثم قال قمن فانصرفن إلى منازلكن فقمن فانصرفن....