الإمام علي عليه السلام :
كتابه إلى ابنه الحسن ع
كتابه إلى ابنه الحسن ع
من الوالد الفان المقر للزمان المدبر العمر المستسلم للدهر الذام للدنيا الساكن مساكن الموتى الظاعن عنها إليهم غدا إلى المولود المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك غرض الأسقام و رهينة الأيام و رمية المصائب و عبد الدنيا و تاجر الغرور و غريم المنايا و أسير الموت و حليف الهموم و قرين الأحزان و نصب الآفات و صريع الشهوات و خليفة الأموات أما بعد... و إياك و مشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن و عزمهن إلى وهن و اكفف عليهن من أبصارهن بحجبك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك و لهن و ليس خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن و إن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل و لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها و أرخى لبالها و أدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة و لا تعد بكرامتها نفسها و لا تطمعها أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معها
و لا تطل الخلوة مع النساء فيملنك أو تملهن و استبق من نفسك بقية من إمساكك فإن إمساكك عنهن و هن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يظهرن منك على انتشار و إياك و التغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم و لكن أحكم أمرهن فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الكبير و الصغير و إياك أن تعاقب فتعظم الذنب و تهون العتب... و أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير و أصلك الذي إليه تصير و بهم تصول و هم العدة عند الشدة فأكرم كريمهم و عد سقيمهم و أشركهم في أمورهم و تيسر عند معسور لهم و استعن بالله على أمورك فإنه أكفى معين أستودع الله دينك و دنياك و أسأله خير القضاء لك في الدنيا و الآخرة و السلام عليك و رحمة الله