الإمام علي عليه السلام :
قال السيد بن طاوس في كتاب الوصايا و قد وقع في خاطري أن أختم هذا الكتاب بوصية أبيك أمير المؤمنين ع الذي عنده علم الكتاب صلى الله عليه إلى ولده العزيز عليه و رسالته إلى ال
قال السيد بن طاوس في كتاب الوصايا و قد وقع في خاطري أن أختم هذا الكتاب بوصية أبيك أمير المؤمنين ع الذي عنده علم الكتاب صلى الله عليه إلى ولده العزيز عليه و رسالته إلى الشيعة و ذكر المتقدمين عليه و رسالته في ذكر الأئمة من ولده و رأيت أن يكون رواية الرسالة إلى ولده بطريق المخالفين و المؤالفين فهو أجمع على ما تضمنه من سعادة الدنيا و الدين فقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب الزواجر و المواعظ في الجزء الأول منه من نسخة تاريخها ذو القعدة سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة ما هذا لفظه وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع لولده و لو كان من الحكمة ما يجب أن يكتب بالذهب لكانت هذه و حدثني بها جماعة فحدثني علي بن الحسين بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن أبي عثمان الآدمي قال أخبرنا أبو حاتم المكتب يحيى بن حاتم بن عكرمة قال حدثني يوسف بن يعقوب بأنطاكية قال حدثني بعض أهل العلم قال لما انصرف علي ع من صفين إلى قنسرين كتب به إلى ابنه الحسن بن علي ع من الوالد الفاني المقر للزمان اه و حدثنا أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا سليمان بن الربيع النهدي قال حدثنا كادح بن رحمة الزاهدي
قال حدثنا صباح بن يحيى المزني و حدثنا علي بن عبد العزيز الكوفي الكاتب قال حدثنا جعفر بن هارون بن زياد قال حدثنا محمد بن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر الصادق عن أبيه عن جده ع أن عليا ع كتب إلى الحسن بن علي ع و حدثنا علي بن محمد بن إبراهيم التستري قال حدثنا جعفر بن عنبسة قال حدثنا عباد بن زياد قال حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال كتب أمير المؤمنين إلى الحسن بن علي ع و حدثنا محمد بن علي بن زاهر الرازي قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثنا عبد الله بن داهر عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال كتب علي ع إلى ابنه الحسن ع كل هؤلاء حدثونا أن أمير المؤمنين ع كتب بهذه الرسالة إلى الحسن ع و أخبرني أحمد بن عبد الرحمن بن فضال القاضي قال حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد و أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثنا جعفر بن محمد الحسني قال حدثنا الحسن بن عبدل قال حدثنا الحسن بن ظريف بن ناصح عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي
قال كتب أمير المؤمنين ع إلى ابنه محمد كذا و اعلم يا ولدي محمد ضاعف الله جل جلاله عنايته بك و رعايته لك أن قد روى الشيخ المتفق على ثقته و أمانته محمد بن يعقوب الكليني تغمده الله جل جلاله برحمته رسالة مولانا أمير المؤمنين ع إلى جدك الحسن ولده سلام الله جل جلاله عليهما و روى رسالة أخرى مختصرة عن مولانا علي ع إلى ولده محمد بن الحنفية رضوان الله جل جلاله عليه و ذكر الرسالتين في كتاب الرسائل و وجدنا نسخة عتيقة يوشك أن يكون كتابتها في زمن حياة محمد بن يعقوب ره و هذا الشيخ محمد بن يعقوب ره كان حياته في زمن وكلاء مولانا المهدي ع عثمان بن سعيد العمري و ولده أبي جعفر محمد و أبي القاسم الحسين بن روح و علي بن محمد السمري و توفي محمد بن يعقوب قبل وفاة محمد بن علي السمري لأن علي بن محمد السمري توفي في شعبان سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة و هذا محمد بن يعقوب الكليني توفي ببغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة فتصانيف هذا الشيخ محمد بن يعقوب و رواياته في زمن الوكلاء المذكورين يجد طريقا إلى تحقيق منقولاته و تصديق مصنفاته
و رأيت يا ولدي بين رواية حسن بن عبد الله العسكري مصنف كتاب الزواجر و المواعظ الذي قدمناه و بين الشيخ محمد بن يعقوب في رسالة أبيك أمير المؤمنين ع إلى ولده تفاوتا فنحن نوردها برواية محمد بن يعقوب الكليني فهو أجمل و أفضل فيما قصدناه فذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الرسائل بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عباد بن زياد الأسدي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع قال
لما أقبل أمير المؤمنين ع من صفين كتب إلى ابنه الحسن عليه و على جده و أبيه و أمه و أخيه الصلاة و السلام بسم الله الرحمن الرحيم من الوالد الفان المقر للزمان المدبر العمر المستسلم للدهر الذام للدنيا الساكن مساكن الموتى الظاعن عنها غدا إلى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك غرض الأسقام و رهينة الأيام و رمية المصائب و عبد الدنيا و تاجر الغرور و غريم المنايا و أسير الموت و حليف الهموم و قرين الأحزان و رصيد الآفات و صريع الشهوات و خليفة الأموات أما بعد...
و إياك و مشاورة النساء فإن رأيهن إلى الأفن و عزمهن إلى الوهن و اكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك و لهن من الارتياب و ليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن و إن استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل و لا تملك المرأة من الأمر ما جاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها و أرخى لبالها و أدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة و لا تعد بكرامتها نفسها و لا تعطيها أن تشفع لغيرها فيميل من شفعت له عليك معها و لا تطل الخلوة مع النساء فيمللنك و تمللهن و استبق من نفسك بقية فإن إمساكك عنهن و هن ترين أنك ذو اقتدار خير من أن يعثرن منك على انكسار و إياك و التغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم و لكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيبا فعجل النكير على الكبير و الصغير و إياك أن تعاتب فيعظم الذنب و يهون العتب و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك الله حرا و ما خير بخير لا ينال إلا بشر و يسر لا ينال إلا بعسر