الإمام الصادق عليه السلام :
و بإسناده مرفوعا إلى الصادق ع قال
و بإسناده مرفوعا إلى الصادق ع قال
جلس رسول الله في رحبة مسجده بالمدينة و طائفة من المهاجرين و الأنصار حوله و أمير المؤمنين ع عن يمينه و أبو بكر و عمر عن يساره إذ ظللته غمامة لها زجل و حفيف فقال رسول الله ص يا أبا الحسن قد أوتينا بهدية من عند الله ثم مد رسول الله يده إلى الغمامة فتدلت و دنت من يده فبدا منها جام يلمع حتى غشي أبصار من في المسجد و له روائح زالت من طيبها عقول الناس و الجام يسبح الله تعالى و يقدسه و يمجده بلسان عربي حتى نزل في بطن راحة رسول الله ص اليمنى يقول السلام عليك يا حبيب الله و صفوته و رسوله المختار من العالمين و المفضل على أهل ملك الله أجمعين من الأولين و الآخرين و على وصيك خير الوصيين و إمام المتقين و أمير المؤمنين و نور المستنيرين و سراج المقتدين و على زوجته ابنتك فاطمة خير نساء العالمين الزهراء في الزاهرين البتول أم الأئمة الراشدين المعصومين و على سبطيك و نوريك و ريحانتيك و قرتي عينيك الحسن و الحسين
فسمع ذلك رسول الله و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع و جميع من حضر يسمعون ما يقول الجام و يغضون أبصارهم عن تلألؤ نوره و رسول الله يكثر من حمد الله و شكره حتى قال الجام و هو في كفه يا رسول الله إن الله بعثني إليك و إلى أخيك علي و ابنتك فاطمة و الحسن و الحسين فردني يا رسول الله إلى كف علي فقال رسول الله ص خذ يا أبا الحسن تحفة الله إليك فمد يده اليمنى فصار في بطن راحته فقبله و شمه و قال مرحبا بزلفة الله لرسوله و أهل بيته و أكثر من حمد الله و الثناء عليه و الجام يكبر الله و يهلله و يقول يا رسول الله قل لعلي يردني إلى فاطمة و الحسن و الحسين كما أمرني الله عز و جل فقال رسول الله ص قم يا أبا الحسن فاردده في كف فاطمة و كف حبيبي الحسن و الحسين فقام أمير المؤمنين ع يحمل الجام و نوره يزيد على نور الشمس و رائحته قد أذهبت العقول طيبا حتى دخل على فاطمة و الحسن و الحسين ع و رده في أيديهم فتحيوا به و قبلوه و أكثروا من ذكر الله و حمده و شكره و الثناء عليه ثم ردوه إلى رسول الله فلما صار في كف رسول الله
قام عمر على قدميه و قال يا رسول الله ما بالك تستأثر بكل ما أتاك من عند الله من تحية و هدية أنت و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال رسول الله ويحك يا عمر ما أجرأك أ ما سمعت ما قال تسألني أعطيك ما ليس لك فقال يا رسول الله أ فتأذن لي بأخذه و شمه و تقبيله فقال ويحك يا عمر و الله ما ذاك لك و لغيرك من الناس أجمعين غيرنا فقال يا رسول الله أ فتأذن لي أن أمسه بيدي فقال رسول الله ص ما أشد إلحاحك قم فإن نلته فما أنا بمحمد رسول الله حق و لا جاء بحق من عند الله فمد عمر يده نحو الجام فلم تصل إليه فانصاع الجام و ارتفع نحو الغمام و هو يقول يا رسول الله هكذا يفعل المرور بالزائر فقال رسول الله ويلك يا عمر ما أجرأك على الله و رسوله قم يا أبا الحسن على قدميك و امدد يدك إلى الغمام فخذ الجام و قل له ما الذي أمرك الله أن تؤديه إلينا
فتناول الجام و أخذه و قال له رسول الله ص يقول لك ما ذا أمرك الله أن تقوله فنسيته فقال الجام نعم يا أخا رسول الله أمرني أن أقول لكم إني قد أوقفني الله على نفس كل مؤمن و مؤمنة من شيعتكم فيأمرني بحضور وفاته حتى لا يستوحش بالموت فيستأنس بالنظر إلي و أن أنزل على صدره و أن أسكره بروائح طينتي فتفيض نفسه و هو لا يشعر فقال عمر لأبي بكر يا ليت مضى الجام بالحديث الأول و لم يذكر شيئا