الإمام علي عليه السلام :
و بإسناده إلى هارون بن سعيد قال
و بإسناده إلى هارون بن سعيد قال
سمعت أمير المؤمنين يقول لعمر من علمك الجهالة يا مغرور أما و الله لو كنت بصيرا أو كنت بما أمرك به رسول الله ص خبيرا أو كنت في دينك تاجرا نحريرا لركبت العقر و لفرشت القصب و لما أحببت أن يتمثل لك الرجال قياعا و لما ظلمت عترة النبي بقبح الفعل غير أني أراك في الدنيا قتيلا بجراحة من عبد أم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك و توفيقا يدخل به و الله الجنان على الرغم منك و لو كنت من رسول الله ص سامعا مطيعا لما وضعت سيفك على عاتقك و لما خطبت على المنبر و كأني أراك و قد دعيت فأجبت و نودي باسمك فأحجمت و أن لك بعد القتل لهتك ستر و صلبا و لصاحبك الذي اختارك و قمت مقامه من بعده فقال له عمر يا أبا الحسن أ ما تستحي لنفسك من هذا التهكن فقال الإمام علي ع و الله ما قلت إلا ما سمعت و لا نطقت إلا بما علمت
قال فمتى يكون هذا يا إمام على قال إذا خرجت جيفتكما عن رسول الله ص من قبريكما للذين لم ترقدا فيهما نهارا و لا ليلا لئلا يشك أحد فيكما إذ نبشتما و لو دفنتما بين المسلمين لشك شاك و ارتاب مرتاب و صلبتما على أغصان دوحات شجرة يابسة فورق تلك الدوحات بكما و تفرع و تخضر فتكون فتنة لمن أحبكما و رضي بفعالكما ليميز الله الخبيث من الطيب و كأني أنظر إليكما و الناس يسألون العافية مما قد بليتما به قال فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن قال عصابة قد فرقت بين السيوف و أغمادها و ارتضاهم الله لنصر دينه فما تأخذهم في الله لومة لائم و لكأني أنظر إليكما و قد أخرجتما من قبريكما غضين رطبين طريين حتى تصلبا على الدوحات فيكون ذلك فتنة لمن أحبكما ثم يؤتى بالنار التي أضرمت لإبراهيم ع و يحيى و جرجيس و دانيال و كل نبي و صديق و مؤمن
ثم يؤمر بالنار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني و فاطمة بنت رسول الله ص و ابني الحسن و الحسين و ابنتي زينب و أم كلثوم حتى تحرقا بها و يرسل عليكما ريح مرة فتنسفكما في اليم نسفا بعد أن يأخذ السيف ما كان منكما و يصير مصيركما إلى النار جميعا و تخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله عز و جل
وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ
يعني من تحت أقدامكم قال يا أبا الحسن يفرق بيننا و بين رسول الله ص قال نعم قال يا أبا الحسن إنك سمعت هذا و إنه حق قال فحلف أمير المؤمنين أنه سمعه من النبي ص فبكى عمر و قال إني أعوذ بالله مما تقول فهل لذلك علامة قال نعم قتل فظيع و موت ذريع و طاعون شنيع و لا يبقى من الناس أحد في ذلك الوقت إلا ثلثهم و ينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي تكثر الآيات حتى يتمنى الأحياء الموت مما يرون الآيات فمن أهلك استراح و من كان له عند الله خير نجا ثم يظهر رجل من ولدي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يأتيه الله ببقيا قوم موسى و يحيي له أصحاب الكهف و يؤيده الله بالملائكة و الجن و شيعتنا المخلصين و ينزل من السماء قطرها و تخرج الأرض نباتها
فقال له يا أبا الحسن أما إني أعلم أنك لا تحلف إلا على الحق فو الله لا تذوق أنت و لا أحد من ولدك حلاوة الخلافة أبدا فقال أمير المؤمنين ع إنكم لا تزدادون لي و لولدي إلا عداوة فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين فقال له يا أمير المؤمنين يا أبا الحسن اعلم أن أصحابي هؤلاء قد أحلوني مما وليت من أمورهم فإن رأيت أن تحلني فقال أمير المؤمنين ع أ رأيت أن لو أحللتك أنا فهل لك من تحليل من قد مضى رسول الله ص و ابنته ثم ولى و هو يقول
وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ