الإمام الصادق عليه السلام :
و روي عن الصادق ع قال
و روي عن الصادق ع قال
كانت الروح في رأس آدم مائة عام و في صدره مائة عام و في ظهره مائة عام و في قدميه مائة عام فلما استوى أمر الله الملائكة بالسجود و كان بعده صلاة الظهر من الجمعة فلا زالوا ساجدين قال و سمع آدم في ظهره نشيشا كنشيش الطير و تسبيحا و تقديسا فقال آدم ع يا رب ما هذا قال هذا تسبيح محمد خاتم الأنبياء و المرسلين و سيد الأولين و الآخرين فخذ بعهد و لا تودعه إلا في الأصلاب الطاهرة و الأرحام الزكية من الرجال و النساء فقال يا رب زدتني في هذا المولود شرفا و وقارا قال و كان وقار محمد ص كالشمس المضيئة في غرة آدم و قد أنارت السماوات و الأرضين و العرش و الكرسي و كان إذا أراد أن يأتي حواء يأمرها أن تتطهر و تتطيب و هو يقول عسى أن يرزقك الله تعالى هذا النور فهو وديعته قال و لم يزل النور في غرة آدم ع إلى أن حملت حواء بشيث و كانت الملائكة يأتونها و يهنئونها قال فلما وضعته كان بين عينيه نور محمد ص يشتعل فعندها فرحت به و ضرب جبرئيل بينها و بين إبليس حجابا من نور عمقه خمسمائة عام و لم يزل محجوبا إلى أن بلغ شيث مبالغ الرجال
فلما بلغ قال له يا بني إني مفارقك عن قريب فادن مني لآخذ عليك العهد و الميثاق كما أخذه الله علي من قبل ثم رفع رأسه إلى السماء و كان قد علم الله ما يريد آدم فأمر الله الملائكة بالإمساك عن التسبيح و لفت أجنحتها و أشرفت سكان الجنان من غرفاتها و سكن صرير القلم و صرير أنهارها و جريانها و تصفيق أوراقها قال و تطاولت لاستماع ما يقول آدم ع ثم نودي قل يا آدم ما أنت قائل فقال اللهم رب القدرة و منير الشمس خلقتني كيف شئت و قد أودعتني منه التشريف و الكرامة و قد صار لولدي شيث فأريد أن آخذ عليه العهد و الميثاق كما أخذته علي فكن شاهدا عليه قال و إذا بالنداء من قبل الله تعالى خذ عليه العهد و الميثاق فأشهد عليه جبرئيل و ميكائيل و الملائكة أجمعين فأقبل جبرئيل على آدم و قال يا آدم ربك يقرئك السلام و يقول لك اكتب على ولدك شيث كتابا بالعهد و الميثاق و أشهد عليه الله و جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و الملائكة أجمعين قال فكتب الكتاب و ختمه جبرئيل بخاتمه و دفعه إلى شيث و كساه قبل انصرافه حلتين حمراءتين أضوأ من الشمس و أرق من الماء لم تقطع و لم توصل بل قال لها الجليل كوني فكانت ثم تفرقا بعد ذلك
قال فقبل شيث العهد و ألزمه نفسه و لم يزل ذلك النور بين عينيه حتى تزوج المجلولة البيضاء و كانت بطول حواء و انتقل إليها ذلك النور بخطبة جبرئيل فلما وطئت حملت بأنوش فلما حملت به سمعت مناديا ينادي هنيئا لك يا بيضاء فقد استودعك الله سيد الأولين و الآخرين قال فلما ولدت بأنوش أخذ شيث عليه العهد و الميثاق كما أخذه عليه آدم قال و انتقل ذلك النور إلى ولده قينان و من قينان إلى مهلائيل و منه إلى أدد و من أدد إلى أخنوخ و هو إدريس و أودعه إدريس إلى ولده متوشلخ و أخذ عليه العهد ثم انتقل إلى لمك و من لمك إلى نوح و من نوح إلى ولده سام... منه إلى فهر و منه إلى عبد مناف و منه إلى هاشم و سمي هاشم لأنه هشم الثريد لقومه و كان اسمه عمرو العلا و كان نور محمد في وجهه و كان إذا أقبل تضيء منه الكعبة و تكتسي من نوره نورا شعشعانيا و يرتفع من نور وجهه نور إلى السماء و خرج من بطن أمه عاتكة بنت مرة بن فلح بن دوكان و له ضفيرتان كضفيرتي إسماعيل تتقد نورا فتعجب الناس من ذلك و سارت إليه الركبان من قبائل العرب من كل جانب و مكان فأخبروا بذلك الكهان فأنطقت الأصنام بفضل النبي المختار
و كان هاشم لا يمر بحجر و لا مدر إلا و ينادونه أبشر يا هاشم فإنه سيظهر من ذريتك أكرم الخلق على الله و أشرف العالمين قال كان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحنادس و يرى ما حوله كما يرى من ضوء المصباح فلما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ عليه العهد و الميثاق على أنه لا يودع نور رسول الله ص إلا في الأرحام الزكية من أكرم الناس فقبل هاشم هذا العهد و الميثاق و ألزمه على نفسه و قال و جعل ملوك الأرض تتطاول إلى هاشم يريدونه أن يتزوج منهم و يبذلون له الجزيل من المال و هو يأبى عليهم و كان كل يوم يمضي إلى الكعبة و يطوف بها سبعا و يتعلق بأستارها و كان هاشم إذا قصده قاصد أكرمه و كان يكسي الكعبة و يكسي العريان و يطعم الجوعان و يفرج عن المعسر و يوفي عن المديون و من أصيب بدمه يرفعه عنه و كان بابه لا ينغلق عن صادر و لا وارد و إذا أولم وليمة أو أطعم طعاما و فضل منه شيئا أمر أن يرمى إلى الوحش و الطير حتى تحدثوا بجوده في الآفاق و سيدوه أهل مكة بأجمعهم و شرفوه و عظموه و سلموا إليه مفاتيح الكعبة و السقاية و الحجابة و الرفادة و أمور الناس و لواء نزار و قوس إسماعيل و قميص إبراهيم و نعل شيث و خاتم نوح فلما احتوى على