النبي صلي الله عليه و آله وسلم :
الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ،
الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ،
لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ ص التَّوَجُّهَ إِلَى الْحَجِّ وَ أَدَاءَ مَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِهِ وَ بَلَغَتْ دَعْوَتُهُ إِلَى أَقَاصِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ فَتَجَهَّزَ النَّاسُ لِلْخُرُوجِ مَعَهُ وَ حَضَرَ الْمَدِينَةَ وَ مِنْ نَوَاحِيهَا وَ مِنْ حَوْلِهَا وَ يَقْرُبُ مِنْهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ وَ تَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ مَعَهُ فَخَرَجَ ص بِهِمْ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَ كَاتَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالتَّوَجُّهِ إِلَى الْحَجِّ مِنَ الْيَمَنِ وَ لَمْ يَذْكُرْ لَهُ نَوْعَ الْحَجِّ الَّذِي قَدْ عَزَمَ عَلَيْهِ وَ خَرَجَ ص قَارِناً لِلْحَجِّ بِسِيَاقِ الْهَدْيِ وَ أَحْرَمَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ وَ أَحْرَمَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَى أَنْ قَالَ وَ كَانَ قَدْ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ ص كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ سِيَاقِ هَدْيٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ شَبَّكَ إِحْدَى أَصَابِعِ يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ ص لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُهُ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ أَنْ يُنَادِيَ مَنْ لَمْ يَسُقْ مِنْكُمْ هَدْياً فَلْيُحِلَّ وَ لْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً وَ مَنْ سَاقَ مِنْكُمْ هَدْياً فَلْيَقُمْ عَلَى إِحْرَامِهِ فَأَطَاعَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ النَّاسِ وَ خَالَفَ بَعْضٌ وَ جَرَتْ خُطُوبٌ بَيْنَهُمْ فِيهِ وَ قَالَ مِنْهُمْ قَائِلُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَشْعَثُ أَغْبَرُ نَلْبَسُ الثِّيَابَ وَ نَقْرَبُ النِّسَاءَ وَ نَدَّهِنُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ أَ مَا تَسْتَحْيُونَ تَخْرُجُونَ وَ رُءُوسُكُمْ تَقْطُرُ مِنَ الْغُسْلِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى إِحْرَامِهِ فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ
وَ قَالَ لَوْ لَا أَنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ وَ جَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ لَمْ يَسُقْ هَدْياً فَلْيُحِلَّ فَرَجَعَ قَوْمٌ وَ أَقَامَ آخَرُونَ عَلَى الْخِلَافِ وَ كَانَ فِيمَنْ أَقَامَ عَلَى الْخِلَافِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَدْعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ مَا لِي أَرَاكَ يَا عُمَرُ مُحْرِماً أَ سُقْتَ هَدْياً قَالَ لَمْ أَسُقْ قَالَ فَلِمَ لَا تَحِلُّ وَ قَدْ أَمَرْتُ مَنْ لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ بِالْإِحْلَالِ فَقَالَ وَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَحْلَلْتُ وَ أَنْتَ مُحْرِمٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص إِنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ فَلِذَلِكَ أَقَامَ عَلَى إِنْكَارِ مُتْعَةِ الْحَجِّ حَتَّى رَقِيَ الْمِنْبَرَ فِي أَمَارَتِهِ فَنَهَى عَنْهَا نَهَياً مُجَدَّداً وَ تَوَعَّدَ عَلَيْهَا بِالْعِقَابِ الْخَبَرَ