النبي صلي الله عليه و آله وسلم :
الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ،
الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ،
أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً الْآيَةَ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ اسْمُهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْتَقْرِضُ مِنَّا وَ هُوَ غَنِيٌّ عَنَّا فَقَالَ بَلَى حَتَّى يُدْخِلَكُمُ الْجَنَّةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَقْرَضْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَهَلْ تَضْمَنُ لِيَ الْجَنَّةَ فَقَالَ نَعَمْ مَنْ تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ فَلَهُ مِثْلُهُ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَهْلِي أُمُّ الدَّحْدَاحِ مَعِي قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ هَذِهِ بِنْتِي دَحْدَاحَةُ مَعِي قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَعْطِنِي يَدَكَ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَدَهُ فِي يَدِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي حَدِيقَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا فَوْقَ الْمَدِينَةِ وَ الْأُخْرَى فِي أَسْفَلِهَا مَا لِي غَيْرُهُمَا قَدْ أَقْرَضْتُهُمَا اللَّهَ تَعَالَى
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا أَقْرِضْ وَاحِدَةً وَ أَطْلِقِ الْأُخْرَى يَكُونُ عِيشَةً لَكَ وَ لِعِيَالِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا قُلْتَ هَذَا فَاشْهَدْ بِأَنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيقَتَيْنِ لِلَّهِ تَعَالَى وَ هِيَ حَائِطٌ فِيهَا سِتُّونَ نَخِيلَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذاً يَجْزِيكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ إِلَى أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ هُمْ فِي الْحَدِيقَةِ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْأَشْجَارِ وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا فَنَادَى وَ أَنْشَأَ يَقُولُ
هَدَاكَ رَبِّي سَبِيلَ الرَّشَادِ إِلَى سَبِيلِ الْخَيْرِ وَ السَّدَادِيَبْنِي مِنَ الْحَائِطِ لِي بِالزَّادِ فَقَدْ مَضَى فَرْضاً إِلَى التَّنَادِأَقْرَضْتُهُ اللَّهَ عَلَى اعْتِمَادِي بِالطَّوْعِ لَا مَنَّ وَ لَا أَنْدَادَإِلَّا رَجَاءَ الضِّعْفِ فِي الْمَعَادِ فَارْتَحِلِي بِالنَّفْسِ وَ الْأَوْلَادِوَ الْبِرُّ لَا شَكَّ فَخَيْرُ زَادٍ قَدَّمَهُ الْمَرْءُ إِلَى الْمَعَادِ
فَقَالَتْ أُمُّ الدَّحْدَاحِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا اشْتَرَيْتَ وَ أَنْشَأَتْ تَقُولُ
بَعْلُكِ أَدَّى مَا لَدَيْهِ وَ نَصَحَ إِنَّ لَكِ الْخَطَّ إِذَا الْخَطُّ وَضَحَقَدْ مَنَعَ اللَّهُ عِيَالِي وَ مَنَحَ بِالْعَجْوَةِ السَّوْدَاءِ وَ الزَّهَرِ الْبَلَحِوَ الْعَبْدُ يَسْعَى وَ لَهُ مَا قَدْ كَدَحَ طُولَ اللَّيَالِي وَ لَهُ مَا اجْتَرَحَ
وَ أَخَذَتْ مَا كَانَ فِي حُجُورِ الْأَوْلَادِ وَ أَكْمَامِهِمْ وَ طَرَحَهُ وَ مَا كَانَ فِي أَفْوَاهِهِمْ أَخَذَهُ وَ طَرَحَهُ وَ خَرَجُوا وَ دَخَلُوا حَدِيقَةً أُخْرَى وَ قَالَ الرَّسُولُ ص كَمْ مِنْ عِذْقٍ وَ رَوَاحٍ وَ دَارٍ فَنَاحٍ فِي الْجَنَّةِ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ