الإمام علي عليه السلام :
م، [تفسير الإمام عليه السلام... ]
م، [تفسير الإمام عليه السلام... ]
و قوله عز و جل
وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ
قال أمير المؤمنين ع أي من أحراركم من المسلمين العدول قال ع استشهدوهم لتحوطوا بهم أديانكم و أموالكم و لتستعملوا أدب الله و وصيته فإن فيهما النفع و البركة و لا تخالفوهما فيلحقكم الندم ثم قال أمير المؤمنين سمعت رسول الله ص يقول ثلاثة لا يستجيب الله لهم بل يعذبهم و يوبخهم أما أحدهم فرجل ابتلي بامرأة سوء فهي تؤذيه و تضاره و تعيب عليه دنياه و تنقصها و تكدرها و تفسد عليه آخرته فهو يقول اللهم يا رب خلصني منها يقول الله يا أيها الجاهل قد خلصتك منها جعلت بيدك طلاقها و التفصي منها طلقها و انبذها نبذ الجورب الخلق...
فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ
قال أمير المؤمنين ع فإن لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان قال عدلت امرأتان في الشهادة رجلا و الله فإذا كان رجلان أو رجل و امرأتان أقاموا الشهادة قضى بشهادتهم
قال أمير المؤمنين ع و بينما نحن مع رسول الله ص و هو يذاكرنا بقوله
وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ
قال أحراركم دون عبيدكم فإن الله عز و جل قد شغل العبيد بخدمة مواليهم عن تحمل الشهادات و عن أدائها و ليكونوا من المسلمين منكم فإن الله عز و جل إنما شرف المسلمين العدول بقبول شهاداتهم و جعل ذلك من الشرف العاجل لهم و من ثواب دنياهم قبل أن يصلوا إلى الآخرة إذ جاءت امرأة فوقفت قبالة رسول الله ص و قالت بأبي أنت و أمي يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك فما من امرأة يبلغها مسيري هذا إليك إلا سرها ذلك يا رسول الله إن الله عز و جل رب الرجال و النساء و خالق و رازق للرجال و النساء و إن آدم أبو الرجال و النساء و إن حواء أم الرجال و النساء و إنك رسول الله إلى الرجال و النساء ما بال المرأتين برجل في الشهادة و في الميراث فقال رسول الله ص يا أيتها المرأة إن ذلك قضاء من ملك عدل حكيم لا يجور و لا يحيف و لا يتحامل لا ينفعه ما منعكن يدبر الأمر بعلمه يا أيتها المرأة لأنكن ناقصات الدين و العقل قالت يا رسول الله و ما نقصان ديننا
قال إن إحداكن تقعد نصف دهرها لا تصلي بحيضة عن الصلاة لله و إنكن تكثرن اللعن و تكفرن العشيرة تمكث إحداكن عند الرجل عشر سنين فصاعدا يحسن إليها و ينعم عليها فإذا ضاقت يده يوما أو خاصمها قالت له ما رأيت فيك خيرا قط و من لم يكن من النساء هذا خلقها فالذي يصيبها من هذا النقصان محنة عليها التصبر فيعظم الله ثوابها فأبشري ثم قال لها رسول الله ص ما من رجل ردي إلا و المرأة الردية أردى منه و لا من امرأة صالحة إلا و الرجل أفضل منها و ما ساوى الله قط امرأة برجل إلا ما كان من تسوية الله فاطمة بعلي ع و إلحاقها و هي امرأة بأفضل رجال العالمين
أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى
قال أمير المؤمنين ع في قوله
أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى
قال إذا ضلت إحداهما عن الشهادة و نسيتها ذكرتها إحداهما الأخرى فاستقامتا على أداء الشهادة عدل الله شهادة امرأتين بشهادة رجل لنقصان عقولهن و دينهن
ثم قال ع معاشر النساء خلقتن ناقصات العقول فاحترزن في الشهادات من الغلط فإن الله يعظم ثواب المتحفظين و المحتفظات و لقد سمعت محمدا رسول الله ص يقول ما من امرأتين احترزتا في الشهادة فذكرت إحداهما الأخرى حتى تقيما الحق و تتقيا الباطل إلا و إذا بعثهما الله يوم القيامة عظم ثوابهما و لا يزال يصب عليهما النعيم و يذكرهما الملائكة ما كان من طاعتهما في الدنيا و ما كانتا فيه من أنواع الهموم فيها و ما أزاله الله عنهما حتى خلدهما في الجنان و إن فيهن لمن تبعث يوم القيامة فيؤتى بها قبل أن تعطى كتابها فترى السيئات بها محيطة و ترى حسناتها قليلة فيقال لها يا أمة الله هذه سيئاتك فأين حسناتك فتقول لا أذكر حسناتي فيقول الله لحفظتها يا ملائكتي تذاكروا حسناتها و ذكروا خيراتها فيتذاكرون حسناتها يقول الملك الذي على اليمين للملك الذي على الشمال ما تذكر من حسناتها كذا و كذا فيقول بلى و لكني أذكر من سيئاتها كذا و كذا فيعدد و يقول الملك الذي على اليمين له أ فما تذكر توبتها منها قال لا أذكر
قال أ ما تذكر أنها و صاحبتها تذاكرتا الشهادة التي كانت عندهما حتى اتقيتا و شهدتاها و لم تأخذهما في الله لومة لائم فيقول بلى فيقول الملك الذي على اليمين للذي على الشمال أما تلك الشهادة منهما توبة ماحية لسالف ذنوبهما ثم تعطيان كتابهما بأيمانهما فتوجد حسناتهما كلها مكتوبة و سيئاتهما كلها ثم تجدان في آخرها يا أمتي أقمت الشهادة بالحق للضعفاء على المبطلين و لم يأخذك فيها لومة اللائمين فصيرت لك ذلك كفارة لذنوبك الماضية و محوا لخطيئاتك السالفة