الإمام العسكري عليه السلام :
م، [تفسير الإمام عليه السلام]
م، [تفسير الإمام عليه السلام]
لقد مر أمير المؤمنين ع على قوم من أخلاط المسلمين ليس فيهم مهاجري و لا أنصاري و هم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان و إذا هم يخوضون في أمر القدر و غيره مما اختلف الناس فيه قد ارتفعت أصواتهم و اشتد فيه محكمتهم و جدالهم فوقف عليهم و سلم فردوا عليه و أوسعوا له و قاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثم قام لهم و ناداهم يا معاشر المتكلمين فيما لا يعنيهم و لا يرد عليهم... هذا غرة شعبان و شعب خيراته الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بر الوالدين و القرابات و الجيران و إصلاح ذات البين... قالوا يا أمير المؤمنين و ما الذي أعده الله في هذا اليوم للمطيعين له قالأمير المؤمنين ع ألا لا أحدثكم إلا بما سمعته من رسول الله... و أما عبد الله بن رواحة فإنه كان برا بوالديه فكثرت غنيمته في هذه الليلة فلما كان من غد قال له أبوه إني و أمك لك محبان و إن امرأتك فلانة تؤذينا و تبغينا و إنا لا نأمن أن تصاب في بعض هذه المشاهد و لسنا نأمن أن تستشهد في بعضها فتداخلنا هذه في أموالك و يزداد علينا بغيها و غيها
فقال عبد الله ما كنت أعلم بغيها عليكم و كراهيتكما لها و لو كنت علمت ذلك لأبنتها من نفسي و لكني قد أبنتها الآن لتأمنا ما تحذران فما كنت بالذي أحب من تكرهان فلذلك أسلفه الله النور الذي رأيتم... ثم قال رسول الله ص فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و من تصدق في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و من عفا عن مظلمة فقد تعلق منه بغصن و من أصلح بين المرء و زوجه و الوالد و ولده و القريب و قريبه و الجار و جاره و الأجنبي و الأجنبية فقد تعلق منه بغصن... و من بر والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و من كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و كذلك من فعل شيئا من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن ثم قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا و إن من تعاطى بابا من الشر و العصيان في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم فهو مؤديه إلى النار... و من ضرب بين المرء و زوجه و الوالد و ولده أو الأخ و أخيه أو القريب و قريبه أو بين جارين أو خليطين أو أختين فقد تعلق بغصن منه...