الإمام علي عليه السلام :
باب ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
باب ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
في أصناف آيات القرآن و أنواعها و تفسير بعض آياتها برواية النعماني و هي رسالة مفردة مدونة كثيرة الفوائد نذكرها من فاتحتها إلى خاتمتها...
و الأمر و النهي وجه واحد لا يكون معنى من معاني الأمر إلا و يكون بعد ذلك نهيا و لا يكون وجه من وجوه النهي إلا و مقرون به الأمر قال الله تعالى
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ
إلى آخر الآية فأخبر سبحانه أن العباد لا يحيون إلا بالأمر و النهي كقوله تعالى
وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ
و مثله قوله تعالى
ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ
فالخير هو سبب البقاء و الحياة و في هذا أوضح دليل على أنه لا بد للأمة من إمام يقول بأمرهم فيأمرهم و ينهاهم و يقيم فيهم الحدود و يجاهد العدو و يقسم الغنائم و يفرض الفرائض و يعرفهم أبواب ما فيه صلاحهم و يحذرهم ما فيه مضارهم إذ كان الأمر و النهي أحد أسباب بقاء الخلق و إلا سقطت الرغبة و الرهبة و لم يرتدع و لفسد التدبير و كان ذلك سببا لهلاك العباد في أمر البقاء و الحياة في الطعام و الشراب و المساكن و الملابس و المناكح من النساء و الحلال و الحرام و الأمر و النهي إذ كان سبحانه لم يخلقهم بحيث يستغنون عن جميع ذلك
و وجدنا أول المخلوقين و هو آدم ع لم يتم له البقاء و الحياة إلا بالأمر و النهي قال الله عز و جل
يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ
فدلهما على ما فيه نفعهما و بقاؤهما و نهاهما عن سبب مضرتهما ثم جرى الأمر و النهي في ذريتهما إلى يوم القيامة و لهذا اضطر الخلق إلى أنه لا بد لهم من إمام منصوص عليه من الله عز و جل يأتي بالمعجزات ثم يأمر الناس و ينهاهم...