الإمام الصادق عليه السلام :
مهج، [مهج الدعوات] روينا بإسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن أبي نجران عن ياسر مولى الربيع قال سمعت الربيع قال
مهج، [مهج الدعوات] روينا بإسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن أبي نجران عن ياسر مولى الربيع قال سمعت الربيع قال
لما حج المنصور و صار بالمدينة سهر ليلة فدعاني فقال يا ربيع انطلق في وقتك هذا على أخفض جناح و ألين مسير فإن استطعت أن تكون وحدك فافعل حتى تأتي أبا عبد الله جعفر بن محمد فقل له هذا ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول لك إن الدار و إن نأت و الحال و إن اختلفت فإنا نرجع إلى رحم أمس من يمين بشمال و نعل بقبال و هو يسألك المصير إليه في وقتك هذا فإن سمح بالمسير معك فأوطه خدك و إن امتنع بعذر أو غيره فاردد الأمر إليه في ذلك فإن أمرك بالمصير إليه في تأن فيسر و لا تعسر و اقبل العفو و لا تعتف في قول و لا فعل قال الربيع فصرت إلى بابه فوجدته في دار خلوته فدخلت عليه من غير استئذان فوجدته معفرا خديه مبتهلا بظهر يديه قد أثر التراب في وجهه و خديه فأكبرت أن أقول شيئا حتى فرغ من صلاته و دعائه ثم انصرف بوجهه فقلت السلام عليك يا أبا عبد الله فقال و عليك السلام يا أخي ما جاء بك فقلت ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول حتى بلغت إلى آخر الكلام فقال ويحك يا ربيع
أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ
ويحك يا ربيع
أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُون
قرأت على أمير المؤمنين السلام و رحمة الله و بركاته ثم أقبل على صلاته و انصرف إلى توجهه فقلت هل بعد السلام من مستعتب عليه أو إجابة فقال نعم قل له
أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى
أنا و الله يا أمير المؤمنين قد خفناك و خافت لخوفنا النسوة اللاتي أنت أعلم بهن و لا بد لنا من الإيضاح به
فإن كففت و إلا أجرينا اسمك على الله عز و جل في كل يوم خمس مرات و أنت حدثتنا عن أبيك عن جدك أن رسول الله ص قال أربع دعوات لا يحجبن عن الله تعالى دعاء الوالد لولده و الأخ بظهر الغيب لأخيه و المظلوم و المخلص قال الربيع فما استتم الكلام حتى أتت رسل المنصور تقفو أثري و تعلم خبري فرجعت و أخبرته بما كان فبكى ثم قال ارجع إليه و قل له الأمر في لقائك إليك و الجلوس عنا و أما النسوة اللاتي ذكرتهن فعليهن السلام فقد آمن الله روعهن و جلا همهن قال فرجعت إليه فأخبرته بما قال المنصور فقال قل له وصلت رحما و جزيت خيرا ثم اغرورقت عيناه حتى قطر من الدمع في حجره قطرات ثم قال يا ربيع إن هذه الدنيا و إن أمتعت ببهجتها و غرت بزبرجها فإن آخرها لا يعدو أن يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته...