النبي صلي الله عليه و آله وسلم :
أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا
أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا
أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد لعنه الله تعالى و قد حضر في مجلسه الذي أتي إليه فيه برأس الحسين فلما رأى النصراني رأس الحسين ع بكى و صاح و ناح حتى ابتلت لحيته بالدموع ثم قال اعلم يا يزيد إني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبي... و أسلمت على يده في تلك الساعة و رجعت إلى الروم و أنا أخفي الإسلام و لي مدة من السنين و أنا مسلم مع خمس من البنين و أربع من البنات... فلما كان اليوم الثاني كنت مع النبي في مسجده إذ أتاه الحسين مع أخيه الحسن ع و قال يا جداه قد تصارعت مع أخي الحسن و لم يغلب أحدنا الآخر و إنما نريد أن نعلم أينا أشد قوة من الآخر فقال لهما النبي حبيبي يا مهجتي إن التصارع لا يليق بكما و لكن اذهبا فتكاتبا فمن كان خطه أحسن كذلك تكون قوته أكثر قال فمضيا و كتب كل واحد منهما سطرا و أتيا إلى جدهما النبي فأعطياه اللوح ليقضي بينهما فنظر النبي إليهما ساعة و لم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال لهما يا حبيبي إني نبي أمي لا أعرف الخط اذهبا إلى أبيكما ليحكم بينكما و ينظر أيكما أحسن خطا قال فمضيا إليه
و قام النبي أيضا معهما و دخلوا جميعا إلى منزل فاطمة ع فما كان إلا ساعة و إذا النبي مقبل و سلمان الفارسي معه و كان بيني و بين سلمان صداقة و مودة فسألته كيف حكم أبوهما و خط أيهما أحسن قال سلمان رضوان الله عليه إن النبي لم يجبهما بشيء لأنه تأمل أمرهما و قال لو قلت خط الحسن أحسن كان يغتم الحسين و لو قلت خط الحسين أحسن كان يغتم الحسن فوجههما إلى أبيهما فقلت يا سلمان بحق الصداقة و الأخوة التي بيني و بينك و بحق دين الإسلام إلا ما أخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما فقال لما أتيا إلى أبيهما و تأمل حالهما رق لهما و لم يرد أن يكسر قلب أحدهما قال لهما امضيا إلى أمكما فهي تحكم بينكما فأتيا إلى أمهما و عرضا عليها ما كتبا في اللوح و قالا يا أماه إن جدنا أمرنا أن نتكاتب فكل من كان خطه أحسن تكون قوته أكثر فتكاتبنا و جئنا إليه فوجهنا إلى أبينا فلم يحكم بيننا و وجهنا إليك فتفكرت فاطمة بأن جدهما و أباهما ما أرادا كسر خاطرهما أنا ما ذا أصنع و كيف أحكم بينهما فقالت لهما يا قرتي عيني إني أقطع قلادتي على رأسكما فأيكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطه أحسن و تكون قوته أكثر قال و كان في قلادتها سبع لؤلؤات
ثم إنها قامت فقطعت قلادتها على رأسهما فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات و التقط الحسين ثلاث لؤلؤات و بقيت الأخرى فأراد كل منهما تناولها فأمر الله تعالى جبرئيل بنزوله إلى الأرض و أن يضرب بجناحه تلك اللؤلؤة و يقدها نصفين فأخذ كل منهما نصفا فانظر يا يزيد كيف رسول الله ص لم يدخل على أحدهما ألم ترجيح الكتابة و لم يرد كسر قلبهما و كذلك أمير المؤمنين و فاطمة ع و كذلك رب العزة لم يرد كسر قلب أحدهما بل أمر من قسم اللؤلؤة بينهما لجبر قلبهما و أنت هكذا تفعل بابن بنت رسول الله أف لك و لدينك يا يزيد ثم إن النصراني نهض إلى رأس الحسين ع و احتضنه و جعل يقبله و هو يبكي و يقول يا حسين اشهد لي عند جدك محمد المصطفى و عند أبيك علي المرتضى و عند أمك فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم