الإمام السجاد عليه السلام :
فر، [تفسير فرات بن إبراهيم] أبو القاسم العلوي عن فرات بن إبراهيم معنعنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال
فر، [تفسير فرات بن إبراهيم] أبو القاسم العلوي عن فرات بن إبراهيم معنعنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال
مرض الحسن و الحسين ع مرضا شديدا فعادهما سيد ولد آدم محمد ص و عادهما أبو بكر و عمر فقال عمر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يا أبا الحسن إن نذرت لله نذرا واجبا فإن كل نذر لا يكون لله فليس فيه وفاء فقال علي بن أبي طالب ع إن عافى الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام متواليات و قالت الزهراء ع مثل ما قال زوجها و كانت لهما جارية بربرية تدعى فضة قالت إن عافى الله سيدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام و ساق الحديث نحوا مما مر إلى أن قال و إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أخذ بيد الغلامين و هما كالفرخين لا ريش لهما يرتعشان من الجوع فانطلق بهما إلى منزل النبي ص فلما نظر إليهما النبي ص اغرورقت عيناه بالدموع و أخذ بيد الغلامين فانطلق بهما إلى فاطمة الزهراء ع فلما نظر إليها رسول الله ص و قد تغير لونها و إذا بطنها لاصق بظهرها انكب عليها يقبل بين عينيها و نادته باكية وا غوثاه بالله ثم بك يا رسول الله من الجوع قال فرفع رأسه إلى السماء و هو يقول اللهم أشبع آل محمد فهبط جبرئيل
فقال يا محمد اقرأ قال و ما أقرأ قال اقرأ
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً
إلى آخر ثلاث آيات ثم إن أمير المؤمنين ع مضى من فوره ذلك حتى أتى أبا جبلة الأنصاري رضي الله عنه فقال له يا أبا جبلة هل من قرض دينار قال نعم يا أبا الحسن أشهد الله و ملائكته أن شطر مالي لك حلال من الله و من رسوله قال لا حاجة لي في شيء من ذلك إن يك قرضا قبلته قال فدفع إليه دينارا و مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يتخرق أزقة المدينة ليبتاع بالدينار طعاما فإذا هو بمقداد بن الأسود الكندي قاعد على الطريق فدنا منه و سلم عليه و قال يا مقداد ما لي أراك في هذا الموضع كئيبا حزينا فقال أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران عليه الصلاة و السلام
رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
قال و منذ كم يا مقداد قال منذ أربع فرجع أمير المؤمنين ع مليا ثم قال الله أكبر الله أكبر آل محمد منذ ثلاث و أنت يا مقداد أربع أنت أحق بالدينار مني قال فدفع إليه الدينار و مضى حتى دخل على رسول الله ص رآه قد سجد فلما انفتل رسول الله ضرب بيده إلى كتفه
ثم قال يا علي انهض بنا إلى منزلك لعلنا نصيب طعاما فقد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلة قال فمضى و أمير المؤمنين مستحي من رسول الله ص و رسول الله ص رابط على بطنه حجرا من الجوع حتى قرعا على فاطمة الباب فلما نظرت فاطمة ع إلى رسول الله ص و قد أثر الجوع في وجهه ولت هاربة قالت وا سوأتاه من الله و من رسوله كأن أبا الحسن ما علم أن لم يكن عندنا شيء مذ ثلاث ثم دخل مخدعا لها فصلت ركعتين ثم نادت يا إله محمد هذا محمد نبيك و فاطمة بنت نبيك و علي ختن نبيك و ابن عمه و هذان الحسن و الحسين سبطا نبيك اللهم فإن بني إسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء فأنزلتها عليهم و كفروا بها اللهم فإن آل محمد لا يكفرون بها ثم التفتت مسلمة فإذا هي بصحفة مملوءة من ثريد و عراق فاحتملتها و وضعتها بين يدي رسول الله ص فأهوى بيده إلى الصحفة فسبحت الصحفة و الثريد و العراق فتلا النبي ص
وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
ثم قال يا علي كل من جوانب القصعة و لا تهدموا ذروتها فإن فيها البركة فأكل النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و يأكل النبي ص و ينظر إلى علي ع متبسما و علي يأكل و ينظر إلى فاطمة متعجبا
فقال له النبي ص كل يا علي و لا تسأل فاطمة الزهراء عن شيء الحمد لله الذي جعل مثلك و مثلها مثل مريم بنت عمران و زكريا
كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ
يا علي هذا بالدينار الذي أقرضته لقد أعطاك الليلة خمسا و عشرين جزءا من المعروف فأما جزء واحد فجعل لك في دنياك أن أطعمك من جنته و أما أربعة و عشرون جزءا فذخرها لك لآخرتك