الإمام علي عليه السلام :
كشف، [كشف الغمة] قال ابن طلحة
كشف، [كشف الغمة] قال ابن طلحة
لما عاد أمير المؤمنين من صفين إلى الكوفة بعد إقامة الحكمين أقام ينتظر انقضاء المدة التي بينه و بين معاوية ليرجع إلى مقاتلته و المحاربة إذ انخزلت طائفة من خاصة أصحابه في أربعة آلاف فارس و هم العباد و النساك فخرجوا من الكوفة و خالفوا عليا عو قالوا لا حكم إلا لله و لا طاعة لمن عصى الله و انحاز إليهم نيف عن ثمانية آلاف ممن يرى رأيهم فصاروا اثني عشر ألفا و ساروا إلى أن نزلوا بحروراء و أمروا عليهم عبد الله بن الكواء فدعا علي ع عبد الله بن عباس رضي الله عنه فأرسله إليهم فحادثهم فلم يرتدعوا و قالوا ليخرج إلينا علي بنفسه لنسمع كلامه عسى أن يزول ما بأنفسنا إذا سمعناه... و خرج إليهم علي ع فسار حتى بقي على فرسخين منهم و كاتبهم و راسلهم فلم يرتدعوا فأركب إليهم ابن عباس و قال سلهم ما الذي نقموه و أنا ردفك فلا تخف منهم فلما جاءهم ابن عباس قال ما الذي نقمتم من أمير المؤمنين قالوا نقمنا أشياء لو كان حاضرا لكفرناه بها و علي ع وراءه يسمع ذلك
فقال ابن عباس يا أمير المؤمنين قد سمعت كلامهم و أنت أحق بالجواب فتقدم و قال أيها الناس أنا علي بن أبي طالب فتكلموا بما نقمتم علي فقالوا نقمنا عليك أولا إنا قاتلنا بين يديك بالبصرة فلما أظفرك الله بهم أبحتنا ما في عسكرهم و منعتنا النساء و الذرية فكيف حل لنا ما في العسكر و لم تحل لنا النساء فقال لهم علي ع يا هؤلاء إن أهل البصرة قاتلونا و بدءونا بالقتال فلما ظفرتم اقتسمتم سلب من قاتلكم و منعتكم من النساء و الذرية فإن النساء لم يقاتلن و الذرية ولدوا على الفطرة و لم ينكثوا و لا ذنب لهم و لقد رأيت رسول الله ص من على المشركين فلا تعجبوا إن مننت على المسلمين فلم أسلب نساءهم و لا ذريتهم...