الإمام علي عليه السلام :
أقول روى كمال الدين بن ميثم البحراني مرسلا
أقول روى كمال الدين بن ميثم البحراني مرسلا
أنه لما فرغ أمير المؤمنين من أمر الحرب لأهل الجمل أمر مناديا ينادي في أهل البصرة أن الصلاة الجامعة لثلاثة أيام من غد إن شاء الله و لا عذر لمن تخلف إلا من حجة أو علة فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج ع فصلى بالناس الغداة في المسجد الجامع فلما قضى صلاته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلى فخطب الناس فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله و صلى على النبي ص و استغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات ثم قال يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة و ائتفكت بأهلها ثلاثا و على الله تمام الرابعة يا جند المرأة و أعوان البهيمة رغا فأجبتم و عقر فانهزمتم أخلاقكم دقاق و دينكم نفاق و ماؤكم زعاق بلادكم أنتن بلاد الله تربة و أبعدها من السماء بها تسعة أعشار الشر المحتبس فيها بذنبه و الخارج منها بعفو الله كأني أنظر إلى قريتكم هذه و قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر.... ثم هملت عيناه بالبكاء ثم قال ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة من جيش لا رهج له و لا حس
فقال له المنذر يا أمير المؤمنين و ما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت و ما الويح و ما الويل فقال هما بابان فالويح باب الرحمة و الويل باب العذاب يا ابن الجارود نعم تارات عظيمة منها عصبة تقتل بعضها بعضا و منها فتنة تكون بها إخراب منازل و خراب ديار و انتهاك أموال و قتل رجال و سباء نساء يذبحن ذبحا يا ويل أمرهن حديث عجيب... ثم قال يا أهل البصرة إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف و لا كرم إلا و قد جعل فيكم أفضل ذلك و زادكم من فضله بمنه ما ليس لهم أنتم أقوم الناس قبلة قبلتكم على المقام حيث يقوم الإمام بمكة و قارئكم أقرأ الناس و زاهدكم أزهد الناس و عابدكم أعبد الناس و تاجركم أتجر الناس و أصدقهم في تجارته... و نساؤكم أقنع النساء و أحسنهن تبعلا...