الإمام علي عليه السلام :
ل، [الخصال] فيما أجاب أمير المؤمنين ع اليهودي السائل عما فيه من خصال الأوصياء قال علي ع
ل، [الخصال] فيما أجاب أمير المؤمنين ع اليهودي السائل عما فيه من خصال الأوصياء قال علي ع
و أما الخامسة يا أخا اليهود فإن المتابعين لي لما لم يطمعوا في تلك مني وثبوا بالمرأة علي و أنا ولي أمرها و الوصي عليها فحملوها على الجمل و شدوها على الرحال و أقبلوا بها تخبط الفيافي و تقطع البراري و تنبح عليها كلاب الحوأب و تظهر لهم علامات الندم في كل ساعة و عند كل حال في عصبة قد بايعوني ثانية بعد بيعتهم الأولى في حياة النبي ص حتى أتت أهل بلدة قصيرة أيديهم طويلة لحاهم قليلة عقولهم عازبة آراؤهم و هم جيران بدو و وراد بحر فأخرجتهم يخبطون بسيوفهم من غير علم و يرمون بسهامهم بغير فهم فوقفت من أمرهم على اثنتين كلتاهما في محلة المكروه ممن إن كففت لم يرجع و لم يعقل لم يرجعوا و لم يقلعوا و إن أقمت كنت قد صرت إلى التي كرهت فقدمت الحجة بالإعذار و الإنذار و دعوة المرأة إلى الرجوع إلى بيتها و القوم الذين حملوها على الوفاء ببيعتهم لي و الترك لنقضهم عهد الله عز و جل في و أعطيتهم من نفسي كل الذي قدرت عليه و ناظرت بعضهم فرجع و ذكرت فذكر
ثم أقبلت على الناس بمثل ذلك فلم يزدادوا إلا جهلا و تماديا و غيا فلما أبوا إلا هي ركبتها منهم فكانت عليهم الدبرة و بهم الهزيمة و لهم الحسرة و فيهم الفناء و القتل و حملت نفسي على التي لم أجد منها بدا و لم يسعني إذ فعلت ذلك و أظهرته آخرا مثل الذي وسعني منه أولا من الإغضاء و الإمساك و رأيتني إن أمسكت كنت معينا لهم علي بإمساكي على ما صاروا إليه و طمعوا فيه من تناول الأطراف و سفك الدماء و قتل الرعية و تحكيم النساء النواقص العقول و الحظوظ على كل حال كعادة بني الأصفر و من مضى من ملوك سبإ و الأمم الخالية فأصير إلى ما كرهت أولا و آخرا و قد أهملت المرأة و جندها يفعلون ما وصفت بين الفريقين من الناس و لم أهجم على الأمر إلا بعد ما قدمت و أخرت و تأنيت و راجعت و أرسلت و سافرت و شافهت أعذرت و أنذرت و أعطيت القوم كل شيء التمسوه بعد أن عرضت عليهم كل شيء لم يلتمسوه فلما أبوا إلا تلك أقدمت عليها فبلغ الله بي و بهم ما أراد و كان لي عليهم بما كان مني إليهم شهيدا