غيرالمعصوم :
قال أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد أخبرني القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، عن فارس بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن شيبة، عن محمد بن يحيى الطوسي، عن مح
قال أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد أخبرني القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، عن فارس بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن شيبة، عن محمد بن يحيى الطوسي، عن محمد بن خالد الدمشقي، عن سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقّي، قال قال معاوية بن فضلة
كنت في الوفد الذين وجّههم عمر بن الخطاب و فتحنا مدينة حلوان، و طلبنا المشركين في الشعب فلم يردوا عليهم، فحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي و أخذت بعنانه، ثم توضّأت و أذّنت، فقلت اللّه أكبر.. اللّه أكبر.. فأجابني شيء من الجبل و هو يقول كبرت تكبيرا.. ففزعت لذلك فزعا شديدا و نظرت يمينا و شمالا، فلم أر شيئا، فقلت أشهد أن لا إله إلّا اللّه، فأجابني و هو يقول الآن حين أخلصت. فقلت أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فقال نبّي بعث. فقلت حيّ على الصلاة. فقال فريضة افترضت. فقلت حيّ على الفلاح. فقال قد أفلح من أجابها، فاستجاب لها. فقلت قد قامت الصلاة. فقال البقاء لأمّة محمّد(ص) و على رأسها تقوم الساعة، فلمّا فرغت من أذاني ناديت بأعلى صوتي حتّى أسمعت ما بين لابتي الجبل، فقلت إنسيّ أم جنّي. قال فأطلع رأسه من كهف الجبل،
فقال ما أنا بجنّي و لكنّي إنسيّ. فقلت له من أنت يرحمك اللّه. قال أنا وذيب بن ثملا من حواري عيسى ابن مريم عليه السلام، أشهد أنّ صاحبكم نبيّ، و هو الذي بشّر به عيسى ابن مريم، و لقد أردت الوصول إليه فحالت فيما بيني و بينه فارس و كسرى و أصحابه، ثم أدخل رأسه في كهف الجبل فركبت دابّتي و لحقت بالناس و سعد بن أبي وقّاص أميرنا، فأخبرته بالخبر، فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب، فجاء كتاب عمر يقول الحق الرجل، فركب سعد و ركبت معه حتّى انتهينا إلى الجبل، فلم نترك كهفا و لا شعبا و لا واديا إلّا التمسناه فيه فلم نقدر عليه، و حضرت الصلاة فلمّا فرغت من صلاتي ناديت بأعلى صوتي يا صاحب الصوت الحسن و الوجه الجميل قد سمعنا منك كلاما حسنا فأخبرنا من أنت يرحمك اللّه أقررت باللّه و نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، قال فأطلع رأسه من كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس و اللحية، له هامة كأنّها رحى، فقال السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته قلت و عليك السلام و رحمة اللّه، من أنتيرحمك اللّه. قال أنا رزيب بن ثملا وصيّ العبد الصالح عيسى ابن مريم(ع) كان سأل ربّه لي البقاء إلى نزوله من السماء و قراري في هذا الجبل،
و أنا موصيكم سدّدوا و قاربوا و خصالا يظهر في أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فإن ظهرت فالهرب الهرب، ليقوم أحدكم على نار جهنّم حتّى تطفأ منه خير له من البقاء في ذلك الزمان. قال معاوية بن فضلة قلت له يرحمك اللّه أخبرنا بهذه الخصال لنعرف ذهاب دنيانا و إقبال آخرتنا. قال نعم، إذا استغنى رجالكم برجالكم، و استغنت نساؤكم بنسائكم، و انتسبتم إلى غير مناسبكم، و تولّيتم إلى غير مواليكم، و لم يرحم كبيركم صغيركم، و لم يوقّر صغيركم لكبيركم، و كثر طعامكم فلم تروه إلّا بأغلى أسعاركم، و صارت خلافتكم في صبيانكم، و ركن علماؤكم إلى ولاتكم، فأحلّوا الحرام و حرّموا الحلال، و أفتوهم بما يشتهون، و اتّخذوا القرآن ألحانا و مزامير في أصواتهم، و منعتم حقوق اللّه من أموالكم، و لعن آخر أمّتكم أوّلها، و زوّقتم المساجد، و طوّلتم المنابر، و حلّيتم المصاحف بالذهب و الفضة، و ركب نساؤكم السروج، و صار مستشار أموركم نساؤكم و خصيانكم، و أطاع الرجل امرأته، و عقّ والديه، و ضرب الشابّ والديه، و قطع كلّ ذي رحم رحمه، و بخلتم بما في أيديكم، و صارت أموالكم عند شراركم،
و كنزتم الذهب و الفضة، و شربتم الخمر، و لعبتم بالميسر، و ضربتم بالكبر، و منعتم الزكاة و رأيتموها مغرما، و الخيانة مغنما، و قتل البريء لتغتاظ العامّة بقتله، و اختسلت قلوبكم فلم يقدر أحد منكم يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر، و قحط المطر فصار قيظا، و الولد غيظا، و أخذتم العطاء فصار في الساقط، و كثر أولاد الخبيثة يعني الزنا، و طففت المكيال، و كلب عليكم عدوّكم، و ضربتم بالمذلّة، و صرتم أشقياء، و قلّت الصدقة حتّى يطوف الرجل من الحول إلى الحول ما يعطى عشرة دراهم، و كثر الفجور، و غارت العيون، فعندها نادوا فلا جواب لهم، يعني دعوا فلم يستجب لهم....