غيرالمعصوم :
فس، [تفسير القمي]
فس، [تفسير القمي]
وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْعَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ
....و بلغ رسول الله ص اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبائل و رغبهم في الجهاد و وعدهم النصر و أن الله قد وعده أن يغنمه أموالهم و نساءهم و ذراريهم فرغب الناس و خرجوا على راياتهم و عقد اللواء الأكبر و دفعه إلى أمير المؤمنين ع و كل من دخل مكة براية أمره أن يحملها و خرج في اثني عشر ألف رجل عشرة آلاف ممن كانوا معه.... و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال و كان معه من بني سليم ألف رجل رئيسهم عباس بن مرداس السلمي و من مزينة ألف رجل قال فمضوا حتى كان من القوم على مسيرة بعض ليلة قال و قال مالك بن عوف لقومه ليصير كل رجل منكم أهله و ماله خلف ظهره و اكسروا جفون سيوفكم و اكمنوا في شعاب هذا الوادي و في الشجر فإذا كان في غبش الصبح فاحملوا حملة رجل واحد و هدوا القوم فإن محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب قال فلما صلى رسول الله ص الغداة انحدر في وادي حنين و هو واد له انحدار بعيد و كانت بنو سليم على مقدمته
فخرج عليهم كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم و انهزم من وراءهم و لم يبق أحد إلا انهزم و بقي أمير المؤمنين ع يقاتلهم في نفر قليل و مر المنهزمون برسول الله ص لا يلوون على شيء و كان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله ص عن يمينه و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره فأقبل رسول الله ص ينادي يا معشر الأنصار أين إلي أنا رسول الله فلم يلو أحد عليه و كانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب و تقول أين تفرون عن الله و عن رسوله و مر بها عمر فقالت له ويلك ما هذا الذي صنعت فقال لها هذا أمر الله فلما رأى رسول الله ص الهزيمة ركض نحو علي بغلته فرآه قد شهر سيفه فقال يا عباس اصعد هذا الظرب و ناد يا أصحاب البقرة و يا أصحاب الشجرة إلى أين تفرون هذا رسول الله ثم رفع رسول الله ص يده فقال اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان فنزل جبرئيل فقال يا رسول الله دعوت بما دعا به موسى حيث فلق له البحر و نجاه من فرعون ثم قال رسول الله ص لأبي سفيان بن الحارث ناولني كفا من حصى فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال شاهت الوجوه ثم رفع رأسه إلى السماء و قال
اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد و إن شئت أن لا تعبد لا تعبد فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا و كسروا جفون سيوفهم و هم يقولون لبيك و مروا برسول الله ص و استحيوا أن يرجعوا إليه و لحقوا بالراية فقال رسول الله للعباس من هؤلاء يا أبا الفضل فقال يا رسول الله هؤلاء الأنصار فقال رسول الله ص الآن حمي الوطيس و نزل النصر من السماء و انهزمت هوازن و كانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو و انهزموا في كل وجه و غنم الله رسوله أموالهم و نساءهم و ذراريهم و هو قول الله تعالى
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ