الإمام العسكري عليه السلام :
م، [تفسير الإمام عليه السلام] قال الإمام الحسن ع
م، [تفسير الإمام عليه السلام] قال الإمام الحسن ع
قلت لأبي علي بن محمد ع كيف كانتالأخبار في هذه الآيات التي ظهرت على رسول الله ص بمكة و المدينة فقال يا بني استأنف لها النهار فلما كان من غد قال يا بني أما الغمامة فإن رسول الله ص كان يسافر إلى الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد... فأنطق الجبال و الصخور و المدر و كلما وصل إلى شيء منها ناداه السلام عليك يا محمد السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا رسول الله أبشر فإن الله عز و جل قد فضلك و جملك و زينك و أكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأولين و الآخرين لا يحزنك أن تقول قريش إنك مجنون و عن الدين مفتون فإن الفاضل من فضله رب العالمين و الكريم من كرمه خالق الخلق أجمعين فلا يضيقن صدرك من تكذيب قريش و عتاة العرب لك فسوف يبلغك ربك أقصى منتهى الكرامات و يرفعك إلى أرفع الدرجات و سوف ينعم و يفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب و سوف يبث علومك في العباد و البلاد بمفتاحك و باب مدينة حكمتك علي بن أبي طالب و سوف يقر عينك ببنتك فاطمة و سوف يخرج منها و من علي الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة...
و أما كلام الذراع المسمومة فإن رسول الله ص لما رجع من خيبر إلى المدينة و قد فتح الله له جاءته امرأة من اليهود قد أظهرت الإيمان و معها ذراع مسمومة مشوية وضعتها بين يديه فقال رسول الله ص ما هذه قالت له بأبي أنت و أمي يا رسول الله همني أمرك في خروجك إلى خيبر فإني علمتهم رجالا جلدا و هذا حمل كان لي ربيبة أعده كالولد لي و علمت أن أحب الطعام إليك الشواء و أحب الشواء إليك الذراع و نذرت لله لئن سلمك الله منهم لأذبحنه و لأطعمنك من شوائة ذراعيه و الآن فقد سلمك الله منهم و أظفرك عليهم و قد جئتك بنذري و كان مع رسول الله ص البراء بن معرور و علي بن أبي طالب ع فقال رسول الله ص ايتوني بالخبز فأتي به فمد البراء بن المعرور يده و أخذ منه لقمة فوضعها في فيه فقال علي بن أبي طالب ع يا براء لا تتقدم رسول الله ص فقال البراء و كان أعرابيا يا علي كأنك تبخل رسول الله ص فقال علي ع ما أبخل رسول الله ص و لكني أبجله و أوقره ليس لي و لا لك و لا لأحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله ص بقول و لا فعل و لا أكل و لا شرب فقال البراء ما أبخل رسول الله ص
قال علي ع ما لذلك قلت و لكن هذا جاءت به هذه و كانت يهودية و لسنا نعرف حالها فإذا أكلته بأمر رسول الله ص فهو الضامن لسلامتك منه و إذا أكلته بغير إذنه وكلت إلى نفسك يقول علي هذا و البراء يلوك اللقمة إذ أنطق الله الذراع فقالت يا رسول اللهلا تأكلني فإني مسمومة و سقط البراء في سكرات الموت و لم يرفع إلا ميتا فقال رسول الله ص ايتوني بالمرأة فأتي بها فقال ما حملك على ما صنعت فقالت وترتني وترا عظيما قتلت أبي و عمي و زوجي و أخي و ابني ففعلت هذا و قلت إن كان ملكا فسأنتقم منه و إن كان نبيا كما يقول و قد وعد فتح مكة و النصر و الظفر فيمنعه الله منه و يحفظه و لن يضره فقال رسول الله ص أيتها المرأة لقد صدقت ثم قال لها رسول الله ص لا يغرك موت البراء فإنما امتحنه الله لتقدمه بين يدي رسول الله ص و لو كان بأمر رسول الله أكل منه لكفي شره و سمه ثم قال رسول الله ص ادع لي فلانا و فلانا و ذكر قوما من خيار أصحابه فيهم سلمان و المقداد و أبو ذر و عمار و صهيب و بلال و قوم من سائر الصحابة تمام عشرة و علي ع حاضر معهم فقال اقعدوا و تحلقوا عليه و وضع رسول الله ص يده على الذراع المسمومة و نفث عليه و قال
بسم الله الشافي بسم الله الكافي بسم الله المعافي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء و لا داء في الأرض و لا في السماء وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثم قال كلوا على اسم الله فأكل رسول الله ص و أكلوا حتى شبعوا ثم شربوا عليه الماء ثم أمر بها فحبست فلما كان اليوم الثاني جاء بها فقال أ ليس هؤلاء أكلوا ذلك السم بحضرتك فكيف رأيت دفع الله عن نبيه و صحابته فقالت يا رسول الله كنت إلى الآن في نبوتك شاكة و الآن قد أيقنت أنك رسول الله حقا فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك عبده و رسوله و حسن إسلامها ... فتبسم رسول الله ص و قال لئن شككتم أنتم فيه فقد تيقنته أنا و صاحبي الكائن معي في أشرف المحال من عرش الملك الجبار و المطوف به معي في أنهار الحيوان من دار القرار و الذي هو تلوي في قيادة الأخيار و المتردد معي في الأصلاب الزاكيات المتقلب معي في الأرحام الطاهرات...
قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا إن حنين خزان جنان و حور عينها و سائر قصورها و منازلها إلى من يوالي محمدا و عليا و آلهما الطيبين و يبرأ من أعدائهما لأشد من حنين هذا الجذع الذي رأيتموه إلى رسول الله ص و إن الذي يسكن حنينهم و أنينهم ما يرد عليهم من صلاة أحدكم معاشر شيعتنا على محمد و آله الطيبين أو صلاة نافلة أو صوم أو صدقة و إن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد و على ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين و معونتهم لهم على دهرهم يقول أهل الجنان بعضهم لبعض لا تستعجلوا صاحبكم فما يبطى عنكم إلا للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان بإسداء المعروف إلى إخوانه المؤمنين و أعظم من ذلك مما يسكن حنين سكان الجنان و حورها إلى شيعتنا ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا على التقية و استعمالهم التورية ليسلموا من كفرة عباد الله و فسقتهم فحينئذ تقول خزان الجنان و حورها لنصبرن على شوقنا إليهم كما يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم و أئمتهم و كما يتجرعون الغيظ و يسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لا يقدرون على دفع مضرته فعند ذلك يناديهم ربنا عز و جل
يا سكان جناتي و يا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم و ساداتكم و لكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي بمواساتهم إخوانهم المؤمنين و الأخذ بأيدي الملهوفين و التنفيس عن المكروبين و بالصبر على التقية من الفاسقين الكافرين حتى إذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الأحوال و أغيظها فأبشروا فعند ذلك يسكن حنينهم و أنينهم...