الإمام الصادق عليه السلام :
ع، [علل الشرائع] القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد ع أنه قال
ع، [علل الشرائع] القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد ع أنه قال
... ثم قال
وَ أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ
و طلع كافرا و علم الله تعالى ذكره أنه إن بقي كفر أبواه و افتتنا به و ضلا بإضلاله إياهما فأمرني الله تعالى ذكره بقتله و أراد بذلك نقلهم إلى محل كرامته في العاقبة فاشترك بالإبانة بقوله
فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَ كُفْراً
فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً
و إنما اشترك في الإبانة لأنه خشي و الله لا يخشى لأنه لا يفوته شيء و لا يمتنع عليه أحد أراده و إنما خشي الخضر من أن يحال بينه و بين ما أمر فيه فلا يدرك ثواب الإمضاء فيه و وقع في نفسه أن الله تعالى ذكره جعله سببا لرحمة أبوي الغلام فعمل فيه وسط الأمر من البشرية مثل ما كان عمل في موسى ع لأنه صار في الوقت مخبرا و كليم الله موسى ع مخبرا و لم يكن ذلك باستحقاق للخضر ع للرتبة على موسى ع و هو أفضل من الخضر بل كان لاستحقاق موسى للتبيين
ثم قال
وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
و لم يكن ذلك الكنز بذهب و لا فضة و لكن كان لوحا من ذهب فيه مكتوب عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن عجب لمن أيقن أن البعث حق كيف يظلم عجب لمن يرى الدنيا و تصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها
وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
كان بينهما و بين هذا الأب الصالح سبعون أبا فحفظهما الله بصلاحه ثم قال
فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ يَسْتَخْرِجا كَنزَهُما
فتبرأ من الإبانة في آخر القصص و نسب الإرادة كلها إلى الله تعالى ذكره في ذلك لأنه لم يكن بقي شيء مما فعله فيخبر به بعد و يصير موسى ع به مخبرا و مصغيا إلى كلامه تابعا له فتجرد من الإبانة و الإرادة تجرد العبد المخلص ثم صار متصلا مما أتاه من نسبة الإبانة في أول القصة و من ادعاء الاشتراك في ثاني القصة فقال
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا
...