غيرالمعصوم :
لي، [الأمالي للصدوق] الطالقاني عن أحمد الهمداني عن المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن المفضل عن أبان بن عثمان عن ابن تغلب عن ابن جبير عن ابن عباس قال
لي، [الأمالي للصدوق] الطالقاني عن أحمد الهمداني عن المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن المفضل عن أبان بن عثمان عن ابن تغلب عن ابن جبير عن ابن عباس قال
لما أصاب آل يعقوب ما أصاب الناس من ضيق الطعام جمع يعقوب بنيه فقال لهم يا بني إنه بلغني أنه يباع بمصر طعام طيب و أن صاحبه رجل صالح لا يحبس الناس فاذهبوا إليه و اشتروا منه طعاما فإنه سيحسن إليكم إن شاء الله فتجهزوا و ساروا حتى وردوا مصر فأدخلوا على يوسف ع
فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
... فقال لهم يوسف ع كلكم من أب واحد قالوا أبونا واحد و أمهاتنا شتى قال فما حمل أباكم على أن سرحكم كلكم إلا حبس منكم واحدا يأنس به و يستريح إليه قالوا قد فعل قد حبس منا واحدا هو أصغرنا سنا قال و لم اختاره لنفسه من بينكم قالوا لأنه أحب أولاده إليه بعد يوسف فقال لهم يوسف ع إني أحبس منكم واحدا يكون عندي و ارجعوا إلى أبيكم و أقرءوه مني السلام و قولوا له يرسل إلي بابنه الذي زعمتم أنه حبسه عنده ليخبرني عن حزنه ما الذي أحزنه و عن سرعة الشيب إليه قبل أوان مشيبه و عن بكائه و ذهاب بصره...
و قال ليجلس كل بني أم على مائدة فجلسوا و بقي ابن يامين قائما فقال له يوسف ما لك لم تجلس فقال له ليس لي فيهم ابن أم فقال له يوسف أ فما كان لك ابن أم فقال له ابن يامين بلى فقال له يوسف فما فعل قال زعم هؤلاء أن الذئب أكله قال فما بلغ من حزنك عليه قال ولد لي اثنا عشر ابنا كلهم أشتق له اسما من اسمه فقال له يوسف ع أراك قد عانقت النساء و شممت الولد من بعده فقال له ابن يامين إن لي أبا صالحا و إنه قال لي تزوج لعل الله عز و جل يخرج منك ذرية يثقل الأرض بالتسبيح فقال له يوسف تعال فاجلس على مائدتي فقال إخوة يوسف لقد فضل الله يوسف و أخاه حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته فأمر يوسف أن يجعل صواع الملك في رحل ابن يامين... ثم أمرهم بالانصراف إلى يعقوب و قال لهم
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَ أْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
فهبط جبرئيل على يعقوب ع فقال يا يعقوب أ لا أعلمك دعاء يرد الله عليك به بصرك و يرد عليك ابنيك قال بلى قال قل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه و ما قاله نوح فاستوت به سفينته على الجودي و نجا من الغرق
و ما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمن حين ألقي في النار فجعله الله عليه بردا و سلاما فقال يعقوب و ما ذاك يا جبرئيل فقال قل يا رب أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين أن تأتيني بيوسف و ابن يامين جميعا و ترد علي عيني فما استتم يعقوب هذا الدعاء حتى جاء البشير فألقى قميص يوسف عليه
فَارْتَدَّ بَصِيراً
فقال لهم
أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
فروي في خبر عن الصادق ع أنه قال أخرهم إلى السحر فأقبل يعقوب إلى مصر و خرج يوسف ليستقبله فهم بأن يترجل ليعقوب ثم ذكر ما هو فيه من الملك فلم يفعل فنزل عليه جبرئيل ع فقال له يا يوسف إن الله عز و جل يقول لك ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما كنت فيه ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال ما هذا يا جبرئيل فقال هذا أنه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه
فقال يوسف
ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً
فقال يوسف ليعقوب يا
أَبَتِهذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا
إلى قوله
تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين
َ فروي في خبر عن الصادق ع أنه قال دخل يوسف السجن و هو ابن اثنتي عشرة سنة و مكث فيه ثمان عشرة سنة و بقي بعد خروجه ثمانين سنة فذلك مائة سنة و عشر سنين