الإمام الرضا عليه السلام :
ن، [عيون أخبار الرضا عليه السلام] تميم القرشي عن أبيه عن حمدان بن سليمان عن علي بن محمد بن الجهم قال
ن، [عيون أخبار الرضا عليه السلام] تميم القرشي عن أبيه عن حمدان بن سليمان عن علي بن محمد بن الجهم قال
حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن موسى ع فقال له المأمون يا ابن رسول الله ... فأخبرني عن قول الله عز و جل
وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ
قال الرضا ع إن رسول الله ص قصد دار زيد بن حارثة بن شراجيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها سبحان الذي خلقك و إنما أراد بذلك تنزيه الله تبارك و تعالى عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز و جل
أَ فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً
فقال النبي ص لما رآها تغتسل سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال
فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله ص و قوله لها سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي ص فقال له يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء و إني أريد طلاقها فقال له النبي ص
أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ
و قد كان الله عز و جل عرفه عدد أزواجه و أن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد و خشي الناس أن يقولوا إن محمدا يقول لمولاه إن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك فأنزل الله عز و جل
وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ
يعني بالإسلام
وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ يعني بالعتق أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ
ثم إن زيد بن حارثة طلقها و اعتدت منه فزوجها الله عز و جل من نبيه محمد ص و أنزل بذلك قرآنا فقال عز و جل
فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
ثم علم عز و جل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل
ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
فقال المأمون لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله و أوضحت لي ما كان ملتبسا علي فجزاك الله عن أنبيائه و عن الإسلام خيرا ...