الإمام علي عليه السلام :
جعفر بن أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن يعقوب الكوفي قال حدثنا موسى بن عبيد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحارث و عن جابر عن أبي
جعفر بن أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن يعقوب الكوفي قال حدثنا موسى بن عبيد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحارث و عن جابر عن أبي جعفر عن محمد بن الحنفية قال
أتي رأس اليهود علي بن أبي طالب ص عند منصرفه من وقعة النهروان... ثم أقبلت بحدها و حديدها حتى أناخت علينا بالمدينة واثقة في أنفسها بما توجهت فهبط جبرئيل ع على النبي ص فأنبأه الخبر فخندق على نفسه و على من معه من المهاجرين و الأنصار فقدمت قريش و أقامت على الخندق محاصرة ترى في أنفسها القوة و فينا الضعف تبرق و ترعد و رسول الله ص يدعوها و يناشدها القرابة و الرحم فتأبى و لا يزيدها ذلك إلا عتوا و فارسها و فارس العرب يومئذ عمرو بن عبد ود يهدر كالبعير المغتلم يدعو إلى البراز و يرتجز و يخطر برمحه مرة و بسيفه مرة لا يقدم عليه مقدم و لا يطمع فيه طامع لا حمية تهيجه و لا بصيرة تشجعه فأنهضني إليه رسول الله ص و عممني بيده و أعطاني سيفه هذا و ضرب بيده إلى ذي الفقار فخرجت إليه و نساء أهل المدينة بواك إشفاقا علي من ابن عبد ود العامري
فقتله الله بيدي و العرب لا تعد لها فارسا غيره و ضربني هذه الضربة و أومأ بيده إلى هامته فهزم الله قريشا و العرب بذلك و بما كان مني فيهم من النكاية ثم التفت إلى أصحابه فقال أ ليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين و أما الخامسة يا أخا اليهود فإن أهل مكة أقبلوا إلينا على بكرة أبيهم استحاشوا من يليهم من قبائل العرب و قريش طالبين بثار مشركي قريش في يوم بدر و يوم الخندق فهبط جبرئيل ع على النبي ص فأنبأه ذلك فتأهب النبي ص لهم و عسكر بأصحابه في سفح أحد و أقبل المشركون إلينا بحملة رجل واحد فاستشهد من المسلمين من استشهد و كان ممن بقي منهم ما كان من الهزيمة عفا الله عنهم و بقيت مع رسول الله ص و مضى المهاجرون و الأنصار إلى منازلهم من المدينة كل يقول قتل النبي ص و قتل أصحابه ثم ضرب الله بوجوه المشركين و قد جرحت بين يدي النبي ص نيفا و سبعين جراحة و منها هذه و منها هذه ثم ألقى رداءه و أمر بيده على جراحاته و كان مني في ذلك اليوم ما كان الله على ثوابه إن شاء الله ثم التفت إلى أصحابه فقال أ ليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين
و أما السادسة يا أخا اليهود فإنا وردنا مع رسول الله مدينة أصحابك خيبر على رجال اليهود و فرسانها من قريش و غيرها فلقونا بأمثال الجبال من الخيل و الرجال و السلاح في أمنع دار و أكثر عدد كل ينادي إلى البراز و يبادر في القتال فلم يبرز لهم من أصحابنا أحد إلا و هم قتلوه حتى إذا احمرت الحدق و دعيت إلى البراز و أهمت كل رجل منهم نفسه و التفت بعض أصحابي إلى بعض و كل يقول أو جلهم يا أبا الحسن انهض فأنهضني رسول الله ص إليهم فلم يبرز إلي منهم أحد إلا قتلته و لا ثبت لي فارس إلا طعنته ثم شددت عليهم شد الليث على فريسته حتى إذا أدخلتهم جوف مدينتهم يكسع بعضهم بعضا فرددت باب مدينتهم و هو مسدود عليهم ثم التفت إلى أصحابه فقال و هو ما قد رأيتم فاقتلعته بيدي ثم دخلت عليهم مدينتهم وحدي أقتل من ظهر فيها من رجالهم و أسبي من أجد من نسائهم حتى افتتحتها وحدي لم يكن لي معاون إلا الله وحده ثم التفت إلى أصحابه فقال أ ليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين
و أما السابعة يا أخا اليهود فإن رسول الله ص لما توجه بفتح مكة أحب أن يعذر إليهم و يدعوهم إلى الله عز و جل آخرا كما دعاهم أولا فكتب إليهم كتابا يحذرهم و ينذرهم عذاب ربهم و يعدهم الصفح فيهم و يمنيهم مغفرة ربهم و نسخ لهم في آخره سورة براءة ليتلو عليهم ثم عرض على جميع أصحابه المضي إليهم بالكتاب و كلهم يرى فيه التثاقل فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا ليوجهه به فأتاه جبرئيل فقال يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك فأنبأني رسول الله ص ذلك و وجهني بكتابه و رسالته إلى أهل مكة فأتيت مكة و أهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد إلا و لو قدر على أن يضع مني على كل