الإمام علي عليه السلام :
و روي مرفوعا إلى رشيد الهجري قال
و روي مرفوعا إلى رشيد الهجري قال
كنت و أبو عبد الله سلمان و أبو عبد الرحمن قيس بن ورقاء و أبو القاسم مالك بن التيهان و سهل بن حنيف بين يدي أمير المؤمنين ع بالمدينة إذ دخلت عليه حبابة الوالبية و على رأسها مجمرة شبه المنسف و عليها أثمار سابغة و هي متقلدة المصحف و بين أناملها سبحة من حصى و نوى و سلمت و بكت كثيرا و قالت يا أمير المؤمنين آه من فقدك وا أسفاه على غيبتك و وا حسرتاه على ما يفوت من الغنيمة منك لا نلهو و لا نرغب عنك و إنني من أمري لعلى يقين و بيان و حقيقة و إني لقيتك و أنت تعلم ما أريده فمد يده اليمنى إليها و أخذ منها حصاة بيضاء تلمع من صفائها و أخذ خاتمه من يده فطبع به الحصاة و قال لها يا حبابة هذا كان مرادك مني فقالت إي و الله يا أمير المؤمنين هذا أريده لما سمعت من تفرق شيعتك و اختلافهم من بعدك فأردت هذا البرهان ليكون معي إن عمرت بعدك لا عمرت و يا ليتني و قومي و أهلي لك الفداء
فإذا وقعت الإشارة أو شكت الشيعة إلى من يقوم مقامك أتيته بهذه الحصاة فلو فعل بها ما فعلت علمت أنه الخلف من بعدك و أرجو أن لا أؤجل لذلك فقال لها بلى و الله يا حبابة لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى الرضا و كل إذ أتيته استدعى الحصاة منك فطبعها بهذا الخاتم لك فعند علي بن موسى الرضا ترين في نفسك برهانا عظيما منه و تختارين الموت فتموتين و يتولى أمرك و يقوم على حفرتك و يصلي عليك و أنا مبشرك بأنك مع المكرورات من المؤمنات مع المهدي من ذريتي إذ أظهر الله أمره فبكت حبابة و قالت يا أمير المؤمنين من أين هذا لأمتك الضعيفة اليقين القليلة العمل لو لا فضل الله و فضل رسوله و فضلك يا أمير المؤمنين حقا لا سواك فادع لي يا أمير المؤمنين بالثبات على ما هدانا الله إليه لا أسلبه و لا أفتن فيه و لا أضل عنه فدعا لها أمير المؤمنين ع و أصحبها خيرا قالت حبابة فلما قبض أمير المؤمنين بضربة عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله في مسجد الكوفة أتيت مولاي الحسن فقال أهلا و سهلا يا حبابة هاتي الحصاة و طبعها أمير المؤمنين ع و أخرج الخاتم بعينه
فلما مضى الحسن ع بالسم أتيت الحسين ع فلما رآني قال مرحبا يا حبابة هاتي الحصاة فأخذها و ختمها بذلك الخاتم فلما استشهد ع مضيت إلى علي بن الحسين ع و قد شك الناس فيه و مالت شيعة الحجاز إلى محمد بن الحنفية فصار إلي من كبارهم جمع و قالوا يا حبابة الله الله فينا اقصدي علي بن الحسين بالحصاة حتى يتبين الحق فصرت إليه فلما رآني رحب بي و قربني و مد يده و قال هاتي الحصاة فأخذها و طبعها بذلك الخاتم ثم صرت بعده إلى محمد بن علي ع و إلى جعفر بن محمد و إلى موسى بن جعفر و إلى علي بن موسى الرضا ع فكل يفعل مثل أمير المؤمنين ع و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ثم علت سني و رق جلدي و دق عظمي و حال سواد شعري و كنت بكثرة نظري إليهم صحيحة البصر و العقل و الفهم و السمع فلما صرت بحال استولى الكبر فيه قلت لمولاي علي بن موسى الرضا ع لا تغفل عني تحضر جنازتي و تصلي علي كما وعدني جدك أمير المؤمنين ع فقال التزمي فإنك معنا فكان من أمرها أنها ذات يوم نائمة على فراشها إذ نزل الحمام المحتوم فأيقظوها فإذا هي قد سلمت فلما كان من الغد و إذا برسول علي بن موسى الرضا عندهم و عنده كفن و حنوط
ثم قاموا في جهازها فصلى عليها الرضا ع و لقنها ثم قام على قبرها يبكي ثم قال أبلغي آبائي مني السلام