الإمام الحسن عليه السلام :
رجع الحديث
رجع الحديث
و كان مقامه مع جده سبع سنين و مع أبيه بعد جده ثلاثين سنة و بعد أبيه أيام إمامته عشر سنين و صار إلى كرامة الله تعالى و قد كمل عمره سبعا و أربعين سنة و قبض في سلخ صفر سنة خمسين من الهجرة و روي سنة اثنتين و خمسين من الهجرة. و روي أنه قبض و هو ابن ست و أربعين. رجع الحديث
و كان سبب وفاته أن معاوية سمه سبعين مرة فلم يعمل فيه السم فأرسل إلى امرأته جعدة بنت محمد الأشعث بن قيس الكندي و بذل لها عشرين ألف دينار و أقطاع عشر ضياع من شعب سواد و سواد الكوفة و ضمن لها أن يزوجها يزيد ابنه فسقت الحسن السم في برادة من الذهب في السويق المقند فلما استحكم فيه السم قاء كبده و دخل عليه أخوه الحسين فقال له كيف أنت يا أخي قال كيف يكون من قلب كبده في الطست فقال من فعل بك لأنتقم قال إذن لا أعلمك و لما حضرته الوفاة قال لأخيه إذا مت فغسلني و حنطني و كفني و صل علي و احملني إلى قبر جدي حتى تلحدني إلى جانبه فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله و أبيك أمير المؤمنين و أمك فاطمة و بحقي عليك إن خاصمك أحد ردني إلى البقيع فادفني فيه و لا تهرق في محجمة دم فلما فرغ من أمره و صلى عليه و سار بنعشه يريد قبر جده رسول الله ص ليلحده معه بلغ ذلك مروان بن الحكم طريد رسول الله فذهب مسرعا على بغل حتى دخل على عائشة و قال يا أم المؤمنين إن الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن عند جده و و الله لئن دفنه ليذهبن فخر أبيك و صاحبه عمر إلى يوم القيامة قالت فما أصنع قال الحقي و امنعيه من الدخول إليه
قالت فكيف ألحقه قال هذا بغلي فاركبيه و الحقي القوم قبل الدخول فنزل عن بغلة و ركبته و أسرعت إلى القوم و كانت أول امرأة ركبت السروج و لحقتهم و قد صاروا إلى حرم قبر جدهم رسول الله فرمت بنفسها بين القبر و القوم و قالت و الله لا يدفن الحسن هاهنا أو تحلق هذه و أخرجت ناصيتها بيدها و كان مروان لما ركبت بغلة جمع من كان من بني أمية و حرضهم على المنع و أقبل بهم و هو يقول يا رب هيجا هي خير من دعة أ يدفن عثمان في أقصى البقيع و يدفن الحسن مع رسول الله و الله لا يكون هذا أبدا و أنا أحمل السيف و كانت عائشة تقول و الله لا أدخل داري من أكرهه و كادت الفتنة أن تقع فقال الحسين هذه دار رسول الله و أنت حشية من تسع حشيات خلفهن رسول الله فإنما نصيبك من الدار موضع قدميك فأرادت بنو هاشم الكلام و حملوا السلاح فمنعهم الحسين و قال الله الله أن تفعلوا و تضيعوا وصية أخي و قال لعائشة و الله لو لا أن أبا محمد أوصى إلي أن لا أهريق محجمة دم لدفنته هاهنا و لو رغم أنفك و عدل فيه إلى البقيع فدفنه فيه مع الغرباء
و قال ابن عباس يا حميراء كم لنا منك يوم على جمل و يوم على بغل فقالت له إن تشأ فيوم على جمل و يوم على بغل الله لا يدخل الحسن داري و كان مدة مرضه ع أربعين يوما