الإمام الباقر عليه السلام :
عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال
عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال
سمعته يقول وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين ع قال حدثني رسول الله ص أن جبرئيل ع حدثه أن يونس بن متى ع بعثه الله إلى قومه و هو ابن ثلاثين سنة، و كان رجلا يعتريه الحدة و كان قليل الصبر على قومه و المداراة لهم... و عرف من نفسه قلة الصبر فشكا ذلك إلى ربه و كان فيما يشكى أن قال يا رب إنك بعثتني إلى قومي و لي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك و التصديق برسالاتي و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة، فكذبوني و لم يؤمنوا بي، و جحدوا نبوتي، و استخفوا برسالاتي و قد تواعدوني و خفت أن يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون. قال فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل و الجنين و الطفل و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة و المستضعف المهين، و أنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي و خلقي و بريتي في بلادي و في عيلتي أحب أن أتأناهم و أرفق بهم و أنتظر توبتهم،
و إنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم لسخاء الرحمة الماسة منهم، و تأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة، و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الدواء... فقال لهم روبيل فإني أرى لكم و أشير عليكم أن تنظروا و تعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، و تقفوا النساء في سفح الجبل [و كل المواشي جميعا عن أطفالها] و يكون هذا كله قبل طلوع الشمس [فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق] فعجوا عجيج الكبير منكم و الصغير بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله و التوبة إليه و الاستغفار له، و ارفعوا رءوسكم إلى السماء و قولوا ربنا ظلمنا أنفسنا و كذبنا نبيك و تبنا إليك من ذنوبنا، و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء و الصراخ و التضرع إلى الله و التوبة إليه حتى توارى الشمس بالحجاب أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك