الإمام الباقر عليه السلام :
وَجَدْتُ فِي غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجَامِيعِ وَ بَعْضُهَا بِخَطِّ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ خَبَراً طَوِيلًا فِي مُكَالَمَةِ الْبَاقِرِ ع مَعَ الْحَجَّاجِ فِي صِغَرِ سِنِّهِ
وَجَدْتُ فِي غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجَامِيعِ وَ بَعْضُهَا بِخَطِّ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ خَبَراً طَوِيلًا فِي مُكَالَمَةِ الْبَاقِرِ ع مَعَ الْحَجَّاجِ فِي صِغَرِ سِنِّهِ أَوَّلُهُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَرْخِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ
حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَعْيَانِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ مُحْدِقُونَ وَ لِهَيْبَتِهِ مُطْرِقُونَ وَ هُوَ كَالْجَمَلِ الْهَائِجِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا صَبِيٌّ صَغِيرُ السِّنِّ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ حَسَنُ الشَّبَابِ نَقِيُّ الثِّيَابِ لَا نَبَاتَ بِعَارِضِهِ وَ هُوَ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ فِي لَيْلَةِ تَمَامِهِ فَسَلَّمَ عَلَى الْحَاضِرِينَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ وَ قَامُوا لَهُ إِجْلَالًا لَهُ فَأُعْجِبَ الْحَجَّاجُ مِنْ حُسْنِهِ وَ جَمَالِهِ وَ بَهَائِهِ وَ كَمَالِهِ وَ أَدَبِهِ وَ فَصَاحَتِهِ وَ هَيْبَتِهِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَبِيُّ فَقَالَ مِنْ وَرَائِي
وَ سَاقَ الْخَبَرَ إِلَى أَنْ قَالَ ثُمَّ قَالَ الْحَجَّاجُ أَيُّ النِّسَاءِ أَجْوَدُ قَالَ الصَّبِيُّ ذَاتُ الدَّلَالِ وَ الْكَمَالِ وَ الْجَمَالِ الْفَاضِلِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الْعَشْرِ سِنِينَ قَالَ لُعْبَةُ اللَّاعِبِينَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الْعِشْرِينَ قَالَ قُرَّةَ أَعْيُنِ النَّاظِرِينَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الثَّلَاثِينَ قَالَ لَذَّةٌ لِلْمُبَاشِرِينَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الْأَرْبَعِينَ قَالَ ذَاتُ شَحْمٍ وَ لَحْمٍ وَ لِينٍ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الْخَمْسِينَ قَالَ ذَاتُ بَنَاتٍ وَ بَنِينَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ السِّتِّينَ قَالَ آيَةٌ لِلسَّائِلِينَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ السَّبْعِينَ قَالَ عَجُوزٌ فِي الْغَابِرِينَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الثَّمَانِينَ قَالَ لَا تَصْلُحُ لِدُنْياً وَ لَا دِينٍ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ التِّسْعِينَ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي بِنْتِ الْمِائَةِ قَالَ لَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ
قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الْحَجَّاجُ قَدْ وَصَفْتَهَا لِي نَثْراً فَصِفْهَا لِي نَظْماً فَأَنْشَأَ الْبَاقِرُ ع هَذِهِ الْأَبْيَاتَ يَقُولُ
مَتَى تَلْقَ بِنْتَ الْعَشْرِ قَدْ نُطَّ نَهْدُهَا كَلُؤْلُؤَةِ الْغَوَّاصِ يَهْتَزُّ جِيدُهَاوَ أَمَّا ابْنَةُ الْعِشْرِينَ لَا شَيْءَ مِثْلُهَا فَتِلْكَ الَّتِي تَلْهُو بِهَا وَ تُرِيدُهَاوَ بِنْتُ الثَّلَاثِينَ الشِّفَا فِي حَدِيثِهَا خِيَارُ النِّسَا طُوبَى لِمَنْ يَسْتَفِيدُهَاوَ إِنْ تَلْقَ بِنْتَ الْأَرْبَعِينَ فَإِنَّهَا هِيَ الْعَيْشُ لَمْ تَهْزُلْ وَ لَمْ يَعْسُ عُودُهَا وَ أَمَّا ابْنَةُ الْخَمْسِينَ لِلَّهِ دَرُّهَا بِعَقْلٍ وَ تَدْبِيرٍ تُرَبِّي وَلِيدَهَاوَ أَمَّا ابْنَةُ السِّتِّينَ قَدْ رَقَّ جِلْدُهَا وَ فِيهَا بَقَايَا وَ الْحَرِيصُ يُرِيدُهَاوَ أَمَّا ابْنَةُ السَّبْعِينَ يَرْعَشُ رَأْسُهَا مِنَ الْكِبَرِ الْمُفْنِي وَ قَلَّ وَلِيدُهَاوَ بِنْتُ الثَّمَانِينَ السَّقَامُ بِعَيْنِهَا وَ عِنْدَ هُجُومِ اللَّيْلِ قَلَّ رُقُودُهَاوَ أَمَّا ابْنَةُ التِّسْعِينَ لَا دَرَّ دَرُّهَا وَ قَدْ خَلَعَتْ عُمُراً وَ كَشَّ وَرِيدُهَاوَ إِنْ زِيدَتِ الْعَشْرُ التَّوَالِي فَلَيْتَهَا تُغَرَّقُ فِي بَحْرٍ وَ حُوتٌ يَقُودُهَا
فَقَالَ الْحَجَّاجُ أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ يَا صَبِيُّ الْخَبَرَ