النبي صلي الله عليه و آله وسلم :
الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِساً يَوْماً فَدَخَلَ أَعْرَابِيٌّ وَ سَلَّمَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يَمْنَعُ سَوَادِي وَ دَمَامَةُ وَجْهِي مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ قَالَ ص لَا مَا كُنْتَ خَائِفاً مِنَ اللَّهِ وَ مُؤْمِناً بِرَسُولِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ اللَّهِ الَّذِي شَرَّفَكَ بِالنُّبُوَّةِ إِنِّي قَبْلَ ذَلِكَ بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ آمَنْتُ وَ أَقْرَرْتُ بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ وَ أَنَّكَ رَسُولُهُ بِالْحَقِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْتَ مِنَ الْقَوْمِ لَكَ مَا لَهُمْ وَ عَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ فَلِمَ خَطَبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْحَاضِرِينَ فَلَمْ يُجِبْنِي مِنْهُمْ أَحَدٌ وَ لَا أَرَى مَانِعاً غَيْرَ دَمَامَةِ الْوَجْهِ وَ سَوَادِ اللَّوْنِ وَ إِلَّا فَأَنَا فِي قَوْمِي بَنِي سُلَيْمٍ ذُو حَسَبٍ وَ آبَائِي مَعْرُوفُونَ وَ لَكِنْ غَلَبَنِي سَوَادُ أَخْوَالِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص هَاهُنَا عُمَرُ بْنُ وَهْبٍ وَ كَانَ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ صَعْبَ الْجَانِبِ وَ فِيهِ أَنَفَةٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ تَعْرِفُ دَارَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ إِلَى دَارِهِ وَ دُقَّ الْبَابَ دَقّاً رَقِيقاً وَ إِذَا دَخَلْتَ فَسَلِّمْ وَ قُلْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَعْطَانِي بِنْتَكَ وَ كَانَتْ لَهُ بِنْتٌ ذَاتُ جَمَالٍ وَ عَقْلٍ وَ عَفَافٍ فَجَاءَ وَ دَقَّ الْبَابَ فَلَمَّا فُتِحَ وَ رَأَوْا سَوَادَ وَجْهِهِ وَ دَمَامَتَهُ اشْمَأَزُّوا مِنْهُ وَ أَظْهَرُوا الْكَرَاهَةَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَعْطَانِي بِنْتَكَ فَزَجَرُوهُ وَ رَدُّوهُ رَدّاً قَبِيحاً فَقَامَ وَ خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتِ الْبِنْتُ لِأَبِيهَا اذْهَبْ وَ اسْتَخْبِرِ الْحَالَ فَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ ص أَعْطَانِيهِ فَإِنِّي رَاضِيَةٌ بِمَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَذَهَبَ فِي أَثَرِ الرَّجُلِ وَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ قَدْ كَانَ الرَّجُلُ شَكَاهُ إِلَيْهِ
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا هَذَا أَنْتَ الَّذِي رَدَدْتُ رَسُولِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلْتُ وَ بِئْسَ مَا فَعَلْتُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ إِنَّمَا رَدَدْتُهُ لِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ ظَنَنْتُهُ يَكْذِبُ وَ الْآنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاحْكُمْ فِي نُفُوسِنَا وَ بُيُوتِنَا وَ أَمْوَالِنَا وَ إِنَّا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ ص فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قُمْ يَا أَعْرَابِيُّ فَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ بِنْتَهُ فَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِهَا فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقِيرٌ وَ أَسْتَحْيِي أَنْ أُدْخِلَ بَيْتَ المَرْأَةِ وَ يَدِي صَفِرَةٌ فَقَالَ لَهُ امْرُرْ عَلَى ثَلَاثَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ خُذْ مِنْهُمْ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ اذْهَبْ إِلَى عِنْدِ عَلِيٍّ ع وَ عِنْدِ عُثْمَانَ وَ عِنْدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَأَتَى عَلِيّاً ع فَأَعْطَاهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَ كَذَا عُثْمَانُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْخَبَرَ