الإمام علي عليه السلام :
دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ،
دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ،
وَ إِذَا انْهَزَمَ أَهْلُ الْبَغْيِ وَ كَانَتْ لَهُمْ فِئَةٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهَا طُلِبُوا وَ أُجْهِزَ عَلَى جَرْحَاهُمْ وَ أُتْبِعُوا وَ قُتِلُوا مَا أَمْكَنَ إِتْبَاعُهُمْ وَ قَتْلُهُمْ وَ كَذَلِكَ سَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي أَصْحَابِ صِفِّينَ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ وَرَاءَهُمْ وَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ لَمْ(يُطْلَبُوا) وَ لَمْ يُجْهَزْ عَلَى جَرْحَاهُمْ لِأَنَّهُمْ إِذَا وَلَّوْا تَفَرَّقُوا وَ كَذَلِكَ رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ سَارَ فِي أَهْلِ الْجَمَلِ لَمَّا قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ قُبِضَ عَلَى عَائِشَةَ وَ انْهَزَمَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ نَادَى مُنَادِيهِ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ثُمَّ دَعَا بِبَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص الشَّهْبَاءِ فَرَكِبَهَا
ثُمَّ قَالَ تَعَالَ يَا فُلَانُ وَ تَعَالَ يَا فُلَانُ حَتَّى جَمَعَ إِلَيْهِ زُهَاءُ سِتِّينَ شَيْخاً كُلُّهُمْ مِنْ هَمْدَانَ قَدْ شَكُّوا الْأَتْرِسَةَ وَ تَقَلَّدُوا السُّيُوفَ وَ لَبِسُوا الْمَغَافِرَ فَسَارَ وَ هُمْ حَوْلَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارٍ عَظِيمَةٍ فَاسْتَفْتَحَ فَفُتِحَ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِنِسَاءٍ يَبْكِينَ بِفِنَاءِ الدَّارِ فَلَمَّا نَظَرْنَ إِلَيْهِ صِحْنَ صَيْحَةً وَاحِدَةً وَ قُلْنَ هَذَا قَاتِلُ الْأَحِبَّةِ فَلَمْ يَقُلْ لَهُنَّ شَيْئاً وَ سَأَلَ عَنْ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَفُتِحَ لَهُ بَابُهَا وَ دَخَلَ وَ سُمِعَ مِنْهُمَا كَلَامٌ شَبِيهٌ بِالْمَعَاذِيرِ لَا وَ اللَّهِ وَ بَلَى وَ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّهُ ع خَرَجَ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَ لَهَا إِلَيَّ يَا صَفِيَّةُ(فَأَتَتْهُ مُسْرِعَةً) فَقَالَ أَ لَا تُبْعِدِينَ هَؤُلَاءِ(الْكُلَيْبَاتِ) يَزْعُمْنَ أَنِّي قَاتِلُ الْأَحِبَّةِ لَوْ كُنْتُ قَاتِلَ الْأَحِبَّةِ لَقَتَلْتُ مَنْ فِي هَذِهِ الْحُجْرَةِ وَ مَنْ فِي هَذِهِ وَ مَنْ فِي هَذِهِ
وَ أَوْمَأَ ع بِيَدِهِ إِلَى ثَلَاثِ حُجَرٍ(فَذَهَبَتْ إِلَيْهِنَّ) فَمَا بَقِيَتْ فِي الدَّارِ صَائِحَةٌ إِلَّا سَكَتَتْ وَ لَا قَائِمَةٌ إِلَّا قَعَدَتْ قَالَ الْأَصْبَغُ وَ هُوَ صَاحِبُ الْحَدِيثِ وَ كَانَ فِي إِحْدَى الْحُجُرَاتِ عَائِشَةُ وَ مَنْ مَعَهَا مِنْ خَاصَّتِهَا وَ فِي الْأُخْرَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَ فِي الْأُخْرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَ أَهْلُهُ فَقِيلَ لِلْأَصْبَغِ فَهَلَّا بَسَطْتُمْ أَيْدِيَكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ أَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ كَانُوا أَصْحَابَ الْقَرْحَةِ فَلِمَ اسْتَبْقَيْتُمُوهُمْ قَالَ قَدْ ضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا إِلَى قَوَائِمِ سُيُوفِنَا وَ حَدَّدْنَا أَبْصَارَنَا نَحْوَهُ لِكَيْ يَأْمُرَنَا فِيهِمْ بِأَمْرٍ فَمَا فَعَلَ وَ وَاسَعَهُمْ عَفْواً