الإمام الصادق عليه السلام :
روى محمد بن سنان قال حدثنا المفضل بن عمر قال
روى محمد بن سنان قال حدثنا المفضل بن عمر قال
كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر و المنبر... قال المفضل فخرجت من المسجد محزونا مفكرا فيما بلى به الإسلام و أهله من كفر هذه العصابة و تعطيلها فدخلت على مولاي صلوات الله عليه فرآني منكسرا فقال ما لك فأخبرته بما سمعت من الدهريين و بما رددت عليهما... فكر يا مفضل في الأفعال التي جعلت في الإنسان من الطعم و النوم و الجماع و ما دبر فيها فإنه جعل لكل واحد منها في الطباع نفسه محرك يقتضيه و يستحث بهفالجوع يقتضي الطعم الذي به حياة البدن و قوامه و الكرا تقضي النوم الذي فيه راحة البدن و إجمام قواه و الشبق يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل و بقاؤه و لو كان الإنسان إنما يصير إلى أكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه إليه و لم يجد من طباعه شيئا يضطره إلى ذلك كان خليقا أن يتوانى عنه أحيانا بالتثقل و الكسل حتى ينحل بدنه فيهلك كما يحتاج الواحد إلى الدواء بشيء مما يصلح ببدنه فيدافع به حتى يؤديه ذلك إلى المرض و الموت و كذلك لو كان إنما يصير إلى النوم بالتفكر في حاجته إلى راحة البدن و إجمام قواه كان عسى أن يتثاقل عن ذلك فيدمغه حتى ينهك بدنه
و لو كان إنما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد أن يفتر عنه حتى يقل النسل أو ينقطع فإن من الناس من لا يرغب في الولد و لا يحفل به فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الأفعال التي بها قوام الإنسان و صلاحه محرك من نفس الطبع يحركه لذلك و يحدوه عليه...